فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا:
في حوار لي مع أسرة بريطانية تتكون من أب وأم وطفل عمره عشرة أعوام، وأثناء إجابتي عن سؤال الأم عن عقيدة المسلمين، قال الطفل الصغير وقد كان غاية في الجمال والذكاء: إذاً أفهم من كلامك أنه إذا كنت في قاعة الاختبار في مدرستي وصعب عليّ سؤال، وتوجهت لله مباشرة بالدعاء ولم أتوجه إلى المسيح، فأنا في هذه اللحظة مُسلم؟ قلت له: نعم. وتذكرت حينها الآية الكريمة” فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا”، وقد ابتهجت فرحاً بتعليق الطفل، والذي شعرت من إجابته أن الرسالة التي أريد أن أوصلها لهم قد وصلت وبسهولة.
وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ:
أذكر قصة لحواري مع لاعب كرة قدم لاتيني شهير مع والدته والطبيب المعالج الذي صاحبه أثناء الزيارة، بعد اقتناعهم التام بالتوحيد، كان من ضمن ما سألوا، هوعن تقصير المسلمين في التعبير عن أنفسهم وعن إبلاغ الدين الصحيح، حيث قال اللاعب: الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول محمد، هي عبارة عن سلسة لرسوم مسيئة للمسيح أيضاً ومسيئة للخالق نفسه، فمن يرسم هذه الرسوم هم مجموعة من الملحدين الذين يكرسون وقتهم وجهدهم للاستهزاء بجميع الرموز الدينية لجميع الديانات، فلماذا لا يتظاهر المسلمون غضباً عندما يُساء إلى الإله الخالق مثلاً أو حتى المسيح، ويتظاهرون فقط من أجل الرسول محمد؟ لقد نجم عن هذه التصرفات سوء فهم كبير، حيث أننا بتنا متيقنون أن محمداً إله المسلمين.
قلت له: هذا صحيح، لكن المسلمين غير مثاليين، هم بشر يخطئون ويصيبون .
قلت لهم معقبة: وأنا نفسي أعجب جداً، كيف يتواجد أعداد هائلة من المسلمين في أوروبا مثلاً، ولا زال الأوروبي لا يعرف عن دين المسلمين سوى أركان الإسلام من صلاة وزكاة وصوم فقط، ولا يعرف أركان الإيمان والتي من ضمنها الإيمان بنبوة عيسى المسيح والإيمان بالإنجيل الصحيح.
وفي نهاية الجولة أعلن اللاعب ووالدته وطبيبه إسلامهم وسط أجواء من الفرح والسرور.
وأذكر قصة لمجموعة كبيرة من دولة بنما اللاتينية، وقد كان باص كبير قد أقلهم إلينا، وجاءوا في وقت متأخر جداً، حيث كان موعد مغادرتي بعد يوم حافل بالعمل، وتبين لي أن المرشدة السياحية التي رافقتهم قد جاءت بهم في وقت متأخر حتى لا تعطيهم فرصة للاستماع للعرض المختصر عن الإسلام لضيق الوقت لديها في جدول برنامجها لذلك اليوم، حيث أخبرتني أن الوقت محدود، وقالت لي مازحة: وأنت تبدين متعبة، ولم يتبق على أذان المغرب كثير من الوقت، حيث يتوجب عليهم مغادرة قاعة المسجد فوراً.
قلت لها: لا عليك، أنا لست متعبة، وأستطيع أن أُنهي الزيارة قبل أذان المغرب.
وقبلت على مضض، وبدأت أنا بالتحدث إليهم وفوجئت بالجميع يجلس على الأرض، وقد انهالوا علي بالأسئلة، ومن ضمنها، الفرق بين دين الإسلام واليهودية والنصرانية، ونبوءة سيدنا محمد، وغيرها من الأسئلة.
قلت لهم: دين الإسلام هو دين التوحيد الذي يمارسه الكثير في بلدكم بالفطرة، وهو عبادة الله وحده بدون وسيط، والإيمان بأن المسيح هو أحد رسل الله.
قالوا: ومن هو الله؟
قلت لهم: يستخدم النصارى واليهود والمسلمون في الشرق الأوسط كلمة (الله) إشارة إلى الإله، وهي تعني الإله الواحد الحق، إله إبراهيم وموسى وعيسى، وقد ذُكرت كلمة الله في النسخة القديمة للعهد القديم 89 مرة. [1]
قال أحدهم: أنا قرأت القرآن، لماذا يشير الخالق إلى نفسه بصيغة الجمع مادام هو واحد أحد وليس ثالوثاً؟
قلت له: استخدام ربُّ العالمين لكلمة “نحن” في التعبير عن ذاته في كثير من آيات القرآن الكريم تُعبِّر عن أنه وحده جامع لصفات الجمال والجلال وتُعبِّر كذلك عن القوة والعظمة في اللغة العربية، وكذلك في اللغة الإنجليزية تُسمَّى “نحن الملكية”، حيث يستخدم ضمير الجمع للإشارة لشخصٍ في منصبٍ كبير (كالملك، العاهل أو السلطان)، غير أن القرآن كان دومًا يُشدِّد على وحدانيَّة الله فيما يتعلق بالعبودية.
واشتد غضب المرشدة وهي تواجَه بالرفض منهم كلما طلبت منهم المغادرة لضيق الوقت، ودخل موعد الصلاة ولم يقبلوا الخروج لكثرة الأسئلة، وقد كان التعليق المتداول بينهم: وجدنا الحقيقة، وقد ضاعت سنين عمرنا دون أن نعرفها.
وأذكر أيضاً قصة لفريق كرة سلة مكسيكي، كان لمجموعة من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرون عاماً، لكن مختارون بعناية من طوال القامة، وحضر معهم الطاقم المرافق لهم، وعندما قلت لهم: المسلم هو من يؤمن بإله واحد أحد، ويعبده وحده بدون وسيط، ومحمد رسول، وعيسى رسول، صرخوا بصوت واحد وقالوا: هذا ما نؤمن به، وشهد أكثر من نصف الفريق بلا إله إلا الله محمد رسول الله، وتهافت الباقي على طلب ترجمة معاني القرآن بالإسبانية وكتيبات للقراءة ومنهم من بكى، وقلت في نفسي: ما الذي قلته لهم حتى يجعلهم متألقين فرحاً؟ أنا لم أتكلم سوى بضع دقائق، فسبحان من جبل القلوب السليمة على الدين السليم.
أذكر أيضاً في لقائي مع سيدة بريطانية في التسعين من عمرها، وهي أرملة لشخصية مرموقة، كانت قد جاءت مع صديقتها البريطانية أيضاً، وسائقها الهندي، وبكت السيدة بمجرد أن بدأت أنا بالكلام، وقالت: أنا أعتقد أن لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله.
وقالت بعدها: أنا أحب زوجي جداً، وقد مات منذ عشرة أعوام، فإذا أسلمت الآن، ما سيكون مصير زوجي؟ هل سألقاه في الجنة؟
قلت لها: ما كانت عقيدة زوجك في المسيح؟ هل كان يؤمن مثلك أنه نبيّ؟ أم إله؟
قالت: هل تصدقيني إن قلت لك أنني لا أعرف؟ لقد استمر زواجنا ستون عاماً، ولا أذكر أن تناقشنا بهذا الموضوع، وزاد بكاء السيدة، حتى شعرت أنني أتألم من الحزن عليها.
قلت لها: إن الله رحيم بخلقه أكثر من الأم بولدها، وهو يرحم من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، لعل زوجك كان منهم، وأمره إلى الله.
وغادرت السيدة المسجد تحت إلحاح من صديقتها، والتي لم يرُق لها الحوار، ولم تطلب مني السيدة حينها اعتناق الإسلام.
وعادت السيدة بعد حوالي ثلاثة شهور برفقة حفيدها وصديقته وسائقها الشخصي الذي جاء في المرة السابقة، وسألت موظفات الاستقبال عني، وكنت قد فرحت جداً لرؤيتها.
قال لي سائقها: هي لم تتوقف عن الحديث عن اللقاء السابق منذ خرجت المرة الماضية، وهي تريد أن تعلن إسلامها، لأنها مقتنعة أنه دين الحق، وبصراحة أنا أيضاً مقتنع بذلك جداً.
قلت له بعد أن نطقت السيدة بالشهادة: وهل تريد أن تشهد مثلها؟
قال: للأسف مع اقتناعي العميق بهذا الدين، ولكن لا أستطيع أن أغير دين آبائي وأجدادي.
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ:
سألني ملحدٌ يوماَ: لماذا يعذب الله عباده إذا لم يؤمنوا به؟
قلت له: يجب أن نفرق بين الإيمان والتسليم لرب العالمين.
فالحق المطلوب لرب العالمين الذي لا يسع أحد تركه هو التسليم له بالوحدانية وعبادته وحده لا شريك له، وأنه الخالق وحده له الملك والأمر، سواء رضينا أم أبينا وهذا أصل الإيمان، ولا نملك خياراً آخر، والتي على ضوئها يحاسب الإنسان ويعاقب.
وما يقابل التسليم هو الإجرام بحق رب العالمين.
“ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ”[2].
وأما الظلم فهو جعل شريك أو ند لرب العالمين
“…فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”[3].
“ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ”[4].
قال: ماذا أخسر لو كفرت بالخالق؟ّّ
ذكرت له كلمات كنت قد قرأتها وأعجبتني كثيراً: من كفر بالخالق حاله في الحياة الدنيا :
أكثر الناس حزناً ولو تظاهر بالفرح.
“وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ”[5] .
عند المصيبة فإنه غير مأجور.
“وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا”[6].
إذا أراد شيئاً فلا يجد من يطلب منه.
“… وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ”[7].
أقصى أعوانه المخلوقات الضعفاء.
“…وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ ..”[8].
إذا أفرحه شيء علم أنه بالموت لن يدوم.
“…وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ”[9].
ولو تعرض لظلم فلا يعتقد أنه سينصره حي قيوم.
“مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ”[10].
فكيف لا ينتحر؟
ومن كفر بالخالق حاله في الحياة الآخرة:
يطلب الأمان فلا يجد.
“وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً…”[11].
يطلب النجدة من الذين عبدهم من دون الله فيتخلوا عنه.
“ وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ”[12].
يطلب النعيم فلا يجد.
“…أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ”[13].
يطلب الفوز فلا يجد.
“يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ”[14].
حتى أنه يطلب الهلاك ليتخلص من العذاب ولا يستطيع.
“وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ”[15].
حتى الشيطان يتخلى عنه.
“وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”[16].
يخلد في النار.
“فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ”[17].
فلو تكلمت الأحجار، ونطقت الأشجار والأطيار، لقالت لا إله إلا الله الملك القهار.
“لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”[18].
لا إله إلا الله حصن الله ومفتاح الجنة وأمان من العذاب، وهي أفضل الذكر، وليس بينها وبين الله حجاب، وموجبة لشفاعة الرسول.
قال رسول الله: “… أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه”[20].
قال رسول الله: “أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمدالله” [21].
قال: ماذا أكسب لو أسلمت؟
حال المؤمن في الدنيا والآخرة:
لا خوف عليه ولا حزن.
“إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”[22].
وعده الله بالأمان.
“الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ”[23].
وعده الله بالأجر عند المصيبة.
“فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”[24].
“وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”[25].
يجد من يلجأ إليه في الشدائد.
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”[26].
وليُّهُ الله رب العالمين.
“اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..”[27].
يُثاب على صبره في الدنيا والآخرة
“وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّـهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”[28].
“ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ”[29].
وعده الله النصر في الدنيا والآخرة.
“ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ”[30].
وعده الله النعيم الأبدي.
“وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ”[31].
قال: وكيف أطبق التوحيد في حياتي؟
قلت له : قال رسول الله: “يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ”.
إن خفت فقل حسبنا الله ونعم الوكيل.
“وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)”[32].
وإن مُكر بك فقل وأفوض أمري الى الله أن الله بصير بالعباد.
“فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا”[33].
وإن طلبت الدنيا وزينتها قل ما شاء الله لا قوة الا بالله.
“فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ “[34].
وإن أصابك غم فقل لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين.
“فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ” [35].
والايمان قضية غيبية تقتضي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقبول والرضا بقضاء الله وقدره.
“ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”[36].
الآية الكريمة أعلاه تدلنا على أن الإيمان مرتبة ودرجة أرفع وأسمى وهي الرضا والقبول والقناعة، والإيمان درجات ومراتب يزداد وينقص. فقدرة الإنسان وسعة قلبه على استيعابه للأمور الغيبية تختلف من شخص لآخر، والبشر يتمايزون في سعة إدراكهم لصفات الجمال والجلال ومعرفتهم بربهم.
فلن يعاقب إنسان على قلة إدراكه للغيبيات أو ضيق أفقه، ولكن يؤاخذ الله الإنسان على الحد الأدنى المقبول منه للنجاة من الخلود في النار، ويجب التسليم لله بالوحدانية وأن له الخلق والأمر وعبادته وحده، وبهذا التسليم يغفر الله ما سواه من الذنوب لمن يشاء. ولا خيار آخر أمام الإنسان، فإما الإيمان والفوز وإما الكفر والخسران، إما أن يكون شيء أو لا شيء.
“ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا”[37].
فالإيمان قضية تتعلق بالغيب وتتوقف عندما ينكشف الغيب أو تظهر علامات الساعة.
“… يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ …”[38].
والإنسان إن أراد أن ينتفع من إيمانه بالأعمال الصالحة ويزيد من حسناته فلا بد ان يكون ذلك قبل قيام الساعة وانكشاف الغيب.
أما الإنسان الذي ليس له أعمال صالحة فيجب ألا يخرج من الدنيا إلا وهو مستسلم لله ومسلِّم بقضية الوحدانية، والعبادة له وحده، إذا ما كان يرجو النجاة من الخلود في النار، فالخلود المؤقت قد يقع لبعض أهل المعاصي، فهذا تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وإن شاء أدخله النار.
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ”[39].
فلا تستوي أعمال الإنسان في مرحلة إيمانه بالغيب وصبره، مع الإنسان الذي عاين وشاهد وانكشف له الغيب في الآخرة. كما لا يستوي من عمل لله في مرحلة الشدة والضعف وعدم معرفة مصير الإسلام، مع من عمل لله والإسلام فيها ظاهر وعزيز وقوي.
“ …لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَى….”[40].
ورب العالمين لا يعاقب بدون سبب، فالإنسان إما يحاسب ويعاقب على تضيع حقوق العباد او حق رب العالمين.
الحق الذي لا يسع أحد تركه للنجاة من الخلود في النار، وهو التسليم لرب العالمين بالوحدانية وعبادته وحده لا شريك له، بقول:” أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وأشهد أن رسل الله حق وأشهد أن الجنة حق والنار حق”. والقيام بحقها.
عدم الصد عن سبيل الله أو معاونة أو مساندة أي عمل يقصد به الوقوف في وجه الدعوة أو انتشار دين الله.
عدم هضم أو ضياع حقوق الناس أو ظلمهم.
كف الشر عن الخلق والمخلوقات، وإن تطّلب ذلك أن ينأى بنفسه أو يعتزل الناس.
فالإنسان ربما لا تكون له أعمال صالحة أو حسنة لكنه لم يضر أحداً أو ينشغل بأي عمل يسيء لنفسه أو للناس، وشهد لله بالوحدانية، يُرجى له بذلك النجاة من عذاب النار.
” مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ شَاكِرًا عَلِيمًا”[41].
فالبشر يتم تصنيفهم على مراتب ودرجات ابتداءً من أعمالهم في الدنيا في عالم الشهادة وحتى قيام الساعة وانكشاف عالم الغيب وبدء الحساب في الآخرة، فمن الاقوام من يبتليهم الله في الآخرة كما ورد في الحديث الشريف.
فرب العالمين يعاقب الأقوام كلاً حسب أعماله وأفعاله السيئة فإما يعجلوها في الدنيا واما يؤخرها للآخرة ويتوقف ذلك على مدى فداحة الفعل وإذا ما كان له توبة، ومدى أثره وضرره على الحرث والنسل وسائر المخلوقات والله لا يحب الفساد.
فالأقوام السابقة كقوم نوح وهود وصالح ولوط، وفرعون وغيرهم مما كذبوا بالرسل فعاجلهم الله العقوبة في الدنيا وذلك بسبب أفعالهم المنكرة وطغيانهم، فهم لم يناوأ بأنفسهم أو يكفوا شرهم بل تمادوا، فقوم صالح قتلوا الناقة وقوم فرعون لحقوا بقوم موسى بغياً وعدوا وقوم لوط أصروا على الفاحشة وقوم شعيب أصروا على الفساد وضياع حقوق الناس في المكيال والميزان وقوم هود الذين تجبروا في الأرض وقوم نوح الذين أصروا على الشرك بعبادة رب العالمين.
“مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”[42].
قال: هذا لأنك ولدت في أسرة مسلمة فإنك تدافعين عن الإسلام، لو كنت ولدت في أسرة نصرانية لكنت الآن تبشرين للنصرانية، لا أحد يستطيع أن يغير دين آباءه وأجداده.
قلت له: أنت جعلت الإنسان بذلك تابعًا
لغيره، وجزمت أنه لن يترك دين أهله!
وسلبت
منه حق الاستقلال الفكــري، والتمييز بين الحق والباطل، وحكرت على طلبه للعلم! وهذا
خطأ جسيم، لأنه من حق الإنسان أن يطلب العلم ويبحث في آفاق هذا الكون، فالله
سبحانه وتعالى أودع فينا هذه العقول لنستخدمها لا لنعطلهــا، فكل إنسان يتبع دين آباءه دون إعمال
للعقل، وبلا تفكير وتحليل لهذا الدين، فهو بلا شك ظــالم لنفسه، محتـقــر لذاتــه،
محتقر لهذه النعمة العظيمة التي أودعها الله تعالى فيه ألا وهي العقل.
قلت له مستطردة: فكم من مسلم نشأ في أسرة موحدة، وحاد عن الطريق بالشرك بالله، وهناك من نشأ في أسرة مشركة أو نصرانية يؤمن بالتثليث، ورفض هذه العقيدة وقال لا إله إلا الله.
قلت له: سأروي لك قصة رمزية لتوضيح هذه النقطة، حيث قامت زوجة بطبخ سمكة لزوجها ولكنها قطعت الرأس والذيل قبل أن تطبخها، وعندما سألها زوجها: لماذا قطعتِ الرأس والذيل وشوهتِ السمكة وحرمتينا من متعة مشاهدتها كاملة؟ قالت: إن أمي تطهوها بهذه الطريقة، سأل الزوج الأم: لماذا تقطعين الذيل والرأس عندما تطبخين السمك؟ أجابت الأم: إن أمي تطهوها بهذه الطريقة. بعدها سأل الزوج الجدة: لماذا تقطعين الرأس والذيل؟ أجابت: كان قدر الطهي في البيت صغيراً وكان عليّ أن أقطع الرأس والذيل لأتمكن من إدخال السمكة في القدر.
الواقع أن كثيراً من الأحداث السابقة والتي جرت في العصور التي سبقتنا كانت رهينة عصرها وزمنها، ولها أسبابها التي ارتبطت بها ولعل القصة السابقة تعكس ذلك، والواقع أنها كارثة بشرية، أن نعيش في زمان ليس بزماننا وأن نقلد أفعال غيرنا دون أن نفكر أو نسأل رغم اختلاف الظروف وتغير الأزمنة.
“إنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”[43].
قال: وما مصير لم تبلغه رسالة الإسلام؟
قلت له: هؤلاء لن يظلمهم الله عز وجل ولكنه سوف يمتحنهم في يوم القيامة.
قال: والبشر الذين لم تحن لهم الفرصة برؤية الاسلام جيداً؟
قلت له: فهؤلاء ليس لهم عذر، لأنه كما ذكرنا لا ينبغي لهم التقصير في البحث والتفكير.
وإن حكم الله تعالى عليهم بالعذاب ليس ظلمًا بعد كل هذه الحجج التي أقامها عليهم، من العقل والفطرة والرسالات والآيات في الكون وفي أنفسهم.، وأقل شيء كان من المفترض عليهم أن يفعلوه مقابل ذلك كله هو أن يعرفوا الله تعالى ويوحدوه، كحد أدنى، ولو فعلوه لنجوا، وحققوا السعادة في الدنيا والآخرة، أتعتقد أن هذا صعباً؟
إن حق الله تعالى على عباده الذين خلقهم أن يعبدوه وحده، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئًا. الأمر بسيط، هي كلمات يقولها الإنسان ويؤمن بها ويعمل بمقتضاها، وكافية للنجاة من النار، أليس هذا هو العدل؟ هذا هو حُـكم الله عز وجل، وهو الحكم العدل اللطيف الخبير، وهذا هو دين الله تبارك وتعالى.
ليس العيب في أن يخطئ الإنسان أو يرتكب ذنباً، لأن من طبيعة الإنسان الوقوعُ في الخطأ، فكل ابنِ آدم خطاء، وخيرُ الخطائينَ التوابين، كما أخبر بذلك الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنِ العيب هو التمادي في اقتراف المعاصي والإصرارِ عليها، والعيب أيضاً هو أن يُنصح الإنسان فلا يسمع النصيحةَ ولا يعمل بها، وأن يُذكَّر فلا تنفعه الذكرى، وأن يوعظَ فلا يتعظ ولا يعتبر ولا يتوب ولا يستغفر، بل يصر ويولي مستكبرا.
” وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ” [44].
قال: ولماذا لا نعصي الله؟
قلت له: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، واخرج من أرضه، وابحث عن مكان آمن لا يراك الله فيه. وإذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك، قل له أخرني حتى أتوب توبة نصوحا وأعمل لله عملا صالحا، إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم، قاومهم وامتنع عن الذهاب معهم، وخذ بنفسك إلى الجنة، فهل تستطيع فعل ذلك؟ [45] .
قال: لا.
قلت له: إنك حين تقتني حيواناً أليفاً في منزلك، فأقصى ما ترجوه منه هو الطاعة، وهذا لأنك اشتريته فقط ولم تخلقه، فما بالك بخالقك وبارئك، ألا يستحق منك الطاعة والعبادة والاستسلام، ونحن مستسلمون رغماً عنا في هذه الرحلة الدنيوية في كثير من الأمور، قلبنا ينبض، جهازنا الهضمي يعمل، حواسنا تدرك على أكمل وجه، وما علينا إلا أن نُسلِّم لله بباقي أمورنا التي خُيِّرنا فيها لنصل سالمين إلى بر الأمان.
قال: وما هو بر الأمان؟
قلت له: تتلخص نهاية الرحلة ووصول بر الأمان في هذه الآيات.
“
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ
بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ
كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ
خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ
رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى
الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ
فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى
الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى
الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ
لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا
خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا
وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾” [46].
[1] (سفر التكوين 2:4، سفر دنيال 6:20، الترجمة العبرية والعربية للإنجيل).
[2] (القلم: 35).
[3] (البقرة: 22).
[4] (الأنعام: 82).
[5] (طه : 124).
من أقوال الشيخ مشاري الخراز.
[6] (الفرقان : 23).
[7] (الرعد : 14).
[8] (البقرة : 257).
[9] (الرعد : 26).
[10] (الحج : 15).
[11] (النور : 39).
[12] (القصص : 64).
[13] (الأعراف : 50).
[14] (الحديد : 13).
[15] (الزخرف : 77).
[16] (إبراهيم : 22).
[17] (هود : 106 -107).
[18] ( الحشر : 21).
[19] رواه الترمذي.
[20] رواه البخاري.
[21] رواه الترمذي.
[22] (الأحقاف : 13).
[23] (الأنعام : 82).
[24] (آل عمران : 170).
[25] ( البقرة 155 – 157).
[26] (البقرة : 186).
[27] (البقرة : 257).
[28] (النحل : 41).
[29] (الزمر : 10).
[30] (غافر : 51).
[31] (هود : 108).
[32] (آل عمران: 173-174).
[33] (غافر: 45).
[34] (الكهف: 40).
[35] (الأنبياء:84).
[36] (الحجرات: 14).
[37] (النساء: 48).
[38] (الأنعام: 158).
[39] (آل عمران: 102).
[40] (الحديد: 10).
[41] (النساء: 147).
[42] (فصلت: 46).
[43] (الرعد: 11).
[44] (لقمان: 7).
[45] قصة إبراهيم بن أدهم.
[46] (الزمر: 69-74).