بدأت فكرة الإيمان بإله واحد كمفهوم لاهوتي في مرحلة مبكرة جدًا من التاريخ. وفي الواقع فإن هذا الاعتقاد سبق بقُرون فكرة الإيمان بتجسد الخالق بأحد من خلقه الذي لم يُذكر في تعاليم أنبياء الله كإبراهيم وموسى وحتى تعاليم المسيح نفسه. 

فقد حمل الأنبياء جميعهم نفس الرسالة لكل الشعوب. رسالة بسيطة صريحة تعد شرط الخلاص واﻷمان في الدنيا واﻵخرة وهي: 

الإيمان بإله واحد (الخالق) وتوحيده في العبادة.

 وقد كان سبيل الخلاص لكل شعب هو: رسوله، باتباع تعاليمه والاقتداء به في عبادته، وليست عبادة النبي نفسه أو أي واسطة من (صنم أو قديس أو كاهن أو…إلخ).

فمن حق الخالق أن يُعبد وحده ومن حق كل إنسان أن تكون علاقته بالخالق مباشرة دون وسيط.

كان نبي الله إبراهيم (جد يهوذا) الذي انتسب إليه اليهود.

وكان اليهود لديهم إيمان راسخ بإله واحد أحد. فقد علَّم يهوذا شعبه الدين الذي كان عليه إبراهيم وسائر الأنبياء قبله، وهو التوحيد الخالص (الإيمان بإله واحد وتوحيده في العبادة). وهذا هو أدق تعريف للإسلام، فهو الدين الذي بدأ منذ النبي آدم وخُتم مع النبي محمد آخر الأنبياء.

بعث الله موسى عليه السلام لتصديق رسالة إبراهيم، أتباع إبراهيم عليه السلام كان عليهم قبول النبي الجديد، وشهادة أن لا إله إلا الله وأن موسى وإبراهيم رسل الله. فمن عبد العجل في ذلك الوقت على سبيل النثال كان على الباطل.

وعندما جاء المسيح عليه السلام لتصديق رسالة موسى عليه السلام، كان على أتباع موسى تصديق المسيح واتِّباعه، وشهادة أن لا إله الا الله، وأن المسيح، وموسى وإبراهيم رسل الله. فمن اعتقد بالثالوث وعبد المسيح وأمه مريم الصديقة كان على الباطل.

وجاء محمد عليه الصلاة والسلام برسالة قبله من الأنبياء، وكان على أتباع المسيح وموسى قبول النبي الجديد، وشهادة أن لا إله الا الله، وأن محمد، والمسيح، وموسى وإبراهيم رسل الله. فمن يعبد محمد أو يتوسل إليه أو يطلب المعونة منه أو من آل بيته فهو على الباطل

فكل رسالة سماوية تؤكد ما جاءت به سابقتها، حيث تدرج الرسل عليهم الصلاة والسلام في إبلاغ مراد الله، وتوحدوا في أصل التوحيد، ثم تنوعوا في الشرائع حسب حاجة الإنسان.

وبذلك يكون المسلم هو من أكمل طريقه بالإيمان بجميع الرسل حتى مجئ خاتمهم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم.

في نقاشي مع يهودي يومًا قال:

كيف يقول القرآن أن في كتب اليهود ما يقول أن عزير ابن الله؟

وتابع قائلاً:

هذا كذب واضح من القرآن على الناس أجمعين. حيث لا يوجد نص لدينا يقول أن عزير ابن الله.

قلت له:

وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (التوبة:39)

قول بعض اليهود ” عزير ابن الله” كان تقليدًا شفهيًا عندهم، و لم يكن بنص واضح، و هو ما أكده القرآن بقوله: ” ذلك قولهم بأفواههم”.

الآية الكريمة هنا تذكر أن اليهود اعتادوا القول شفهيًًا، وقد يكونوا قد دونوا ذلك في كتبهم، ولكن لم يصلنا منها شيئًا.

كذلك لم يُذكَر أن يهود المدينة في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) أبدوا اعتراضًا على الآية القرآنية أو تكذيبًا لها، حيث كان باستطاعتهم بناءً على ذلك نسف دين الإسلام تمامًا من بدايته.

بعض المؤرخين قد أشارو الى أن بعض اليهود القدماء في الجزيرة العربية ومنهم يهود المدينة واليمن قد قالوا بذلك.

حيث أنه بعد ضياع الناموس و نسيانه أثناء السبي البابلى قام عزرا – بعد أن بُعث بعد موته لمدة مائة عام – قام بإملاء التوراة بالكامل من ذاكرته للكتبة، و هو ما أعجبهم جدًا و أعلنوا أنه لا يمكن أن يقوم بذلك العمل إلا إذا كان ابنًا لله.

أضفت قائلة:

والكلام هنا يعود علي النصارى واليهود في زعم بنوة عزير والمسيح لله، فإن كان لا يوجد بكتب اليهود ما يقول ببنوة عزير لله، فأيضًا لن يجد القارئ لكتب النصارى ما يؤيد زعمهم بأن المسيح ابن الله، بل أن هناك ما يثبت عبودية المسيح عليه السلام لله.

كما نجد في إنجيل يوحنا:

“وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.” (يو 17: 3).

حيث نجد بكل وضوح اقرار المسيح بأن الله هو الإله الحقيقي وحده وأن يسوع ما هو إلا رسول خلت من قبله الرسل.

إضافة إلى أنه لا يوجد عقيدة واحدة لدى كل يهود العالم، كما لا توجد عقيدة نصرانية واحدة لدي كل نصارى العالم، فكل منهم حمل النصوص مالا تحتمل من أجل اثبات ما يوافق مراده.

فيشير الله سبحانه وتعالى أن اليهود والنصارى هم من يقولون بأفوههم ما هو غير صحيح، تمامًا مثل من سبقوهم إلى ذلك، كالميثرائين على سبيل المثال في تقديسهم لميثرا في الحضارة الفارسية والاعتقاد بأنه ابن الله، أو من قالوا بأن كريشنا أبن الله من العذراء ديفاكي.

قال تعالى:

قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (يونس:68)

بالإضافة إلى أن هذا الإدعاء يناقض دعوى البعض من أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان مطلع على التوراة والإنجيل وأخذ منها أمور و وضعها في كتابه.

فإذا كان هو على هذا القدر من الإطلاع كيف يجهل أن اليهود لا تقول أن عزير ابن الله؟

قال السائل :

ما الدليل على غلو اليهود في عزرا؟

قلت له:

الذي قالت عنه اليهود أنه ابن الله المقصود به عزرا بن يوسف او عزرا الكاتب עֶזְרָא הַסּוֹפֵר (باللاتينية: Esdras)

ويوجد سفر كامل في الكتاب المقدس بإسمه وهو سفر (عزرا).

يحتل عزرا الكاتب مكانة عالية جدًا في الإرث الديني اليهودي، وقصته مذكوره في ( سفر عزرا ) في العهد القديم، و في ملاحق الشروحات اليهوديه للمشناه والمعروفه باسم ( توسفتا ) תוספתא، نجد رأيًا يزعُمُ ان عزرا الكاتب كان يستحق أن تتنزل عليه التوراة لولا ان موسى- عليه السلام – سبقه !
نقرا على سبيل المثال من التلمود سنهدري21B:

((The Gemara asks: Who are these commoners? Rav Ḥisda said: The Samaritans [Kutim]. The Gemara asks: What is Ivrit script? Rav Ḥisda says: Libona’a script. It is taught in a baraita (Tosefta 4:5): Rabbi Yosei says: Ezra was suitable, given his greatness, for the Torah to be given by him to the Jewish people, had Moses not come first and received the Torah already)).(1)

و هذا يعني بالنسبة لهم أن التوراة إن لم توحى لموسى عليه الصلاة و السلام لأوحيت إلى عزرا

قلت له أيضًا:

هناك نصوص و مصادر يهودية غير قانونية (أبوكريفية) تقول بان عزرا صار بمنزلة ابن الله:

على الرغم من أن هذه الكتب كُتبت من قبل اليهود إلا أنها تم رفضهما في اليهودية ولم تُدرج ضمن الأدب الكنسي. ومع ذلك وبسبب أوجه التشابه مع المعتقدات النصرانية، بعض الجماعات النصرانية تبنتها واحتفظت بها.

ويظهر أن بعض الأعضاء من إحدى الطوائف اليهودية تبنت هذه العقائد وكانوا يعيشون في المدينة المنورة في زمن النبي وأظهرت هذه المعتقدات، والتي تم ردها مباشرةً من قبل آيات القرآن الكريم.

من كتاب إسدراس الثانى الغير قانوني من الفصل 14 أن الله يقول :

For thou shalt be taken away from all, and from henceforth thou shall remain with my Son, and with such as be like thee, until the times be ended.


أنت ستؤخذ بعيدا عن الجميع و من الآن فصاعدا ستبقي مع ابنى و مع من هم مثلك حتى تنتهى الأزمنة.(3)

480-440 ق.م، عزرا كان أحد أنبياء اليهود (وفقًا للعهد القديم وليس هناك تأكيد أو نفي لذلك في القرآن والسنة).

كان عزرا موظفًا في بلاط إمبراطور الفرس (ارتحتشستا) ومستشارًا له في شؤون الطائفة اليهودية، وكان مُلِمًا بالتوراة ومُدَرسًا لتعاليمها، وكذلك كان كاتبًا ماهرًا للنصوص الدينية .

وقد تمكن عزرا من أن ينال عفو الإمبراطور عن اليهود وسماحه لهم بالعودة إلى القدس وإقامة حكم ذاتي لهم. فقاد مجموعة يهود المنفى في بابل إلى القدس وهناك فرض احترام التوراة وأعاد تعاليمها وطَهَّر المجتمع اليهودي من الزواج المختلط.

أجابني (الملاك) بأن (الشاب) هو إبن الله، والذي اعترفت به أمام العالم ( حشود من الناس تجمهرت فوق قمة جبل صهيون ). (2)

على الرغم من أنه ليس هناك نص عند اليهود ينسب إلى العزير بنوة لله، إلا أن المعطيات المذكورة أعلاه، تُشَّكِل قرائن قوية على حدوث مبالغة عند بعض الفئات اليهودية في السابق، بحيث أنها نَسَبت إلى العزير بُنُوة الى الله، ومن ثم اندثر ذلك الإعتقاد.

بل إن هناك رواية عن ابن عباس ذكرها الطبري في تفسيره، تفيد أن قسمًا من يهود المدينه كانوا يعتقدون بذلك.

أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سَلام بن مشكم، ونعمان بن أوفى، وشأس بن قيس، ومالك بن الصيف.

فقالوا: كيف نتّبعك وقد تركت قِبْلتنا، وأنت لا تزعم أنّ عزيرًا ابن الله؟

فأنزل الله تعالى:

وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (30)

قال السائل مجددًا:

لماذا جاءت كلمه اليهود في الآيه القرآنيه التي تتحدث عن عزرا بصيغه الجمع؟

لماذا يعمم القرآن قول يهود المدينة على كل اليهود في العالم؟

قلت له:

إن كلمه ” اليهود” في الآيه القرآنيه بالتأكيد لا تعني كل اليهود في العالم, ولم يقل أحد من المفسرين بهذا الكلام,

هذه الكلمه يقصد بها فئه محددة من اليهود، كما قال العديد من المفسرين مثل القرطبي والطبري وإبن كثير وغيرهم.

وهذا الأسلوب في الخطاب القرآني يسمى ( لفظ عموم يراد به خصوص)، وأمثلته كثيرة في القرآن الكريم.

مثال على ذلك:

الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (آل عمران:173)

وجاءت كلمة الناس هنا للإشارة إلى مجموعة من الناس.

ويوجد مثال مشابه له في الكتاب المقدس ,

حيث ورد في “رساله بولس الى تيطس” في الاصحاح الاول فقره 12 النص التالي:

” قال واحد منهم، وهو نبي لهم خاص: الكريتيون دائمًا كذابون. وحوش ردية. بطون بطالة”

فالنص السابق يقول : ان الكريتيون (نسبه الى جزيره كريت اليونانية) دائمًا كاذبون!!!

هل يقصد في النص السابق أن كل الكريتيون كاذبون حتى يومنا هذا؟

أم كان يقصد فئة معينة من الكريتيين التي عاشت في تلك الجزيرة في ذلك الزمن؟

وهذه الآية لا تتحدث عن اليهود بصفة عامة بل عن يهود المدينة فقط فقد كانوا هم من انتشر فيهم هذا القول الفاسد بنسب عزير لله كما أن زعم أنصارى بأن المسيح ابن الله لا محل له عند العديد من الطوائف الأخرى.

إذ يخطئ من يتصور أن كل المسيحيين تقول ببنوة المسيح لله.

فعلى سبيل المثال هناك التوحيد ية المسيحية.

التوحيدية هي مذهب مسيحي يعتقد بوحدانية الله وترفض التثليث بشكل يتعارض مع المسيحية التقليدية القائلة بالله الواحد في الثالوث (الآب، الابن والروح القدس)، ويؤمن الموحدون بأن ليسوع المسيح سلطة وقوة معنوية وليس إلهية.

وقديمًا بقدم الأرثوذكسية والكاثوليكة يوجد الناسطرة نسبة إلي نسطور الذي يرى اتحاد اللاهوت بالمسيح الإنسان ليس اتحادًا حقيقيًا، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بالمسيح على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه:

كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟”

مصطلح “ابن الله” لم يُستخدم حرفيًّا قطُّ، لأنَّ اللهُ أشار في الإنجيل إلى كثير من عبادة المختارين بـ “أبناء الله”، إنَّ اليهودَ اعتقدوا أنَّ الخالقَ واحدٌ وأنه ليس له ولد ولا زوجة بأي صورة كانت، ولذلك فإنَّ مصطلح “ابن الله” يُقصد به “عبد الله”، بعض أتباع المسيح الذين جاؤوا من أصول رومانيَّةٍ أو يونانيَّةٍ أساؤوا استخدام هذا المصطلح، حيث يرد في تراثهم بمعنى تجسيد الإله.

ونقرأ في العهد القديم:

يعقوب هو ابن الله واﻹبن الأول:

” فتقول لفرعون هكذا يقول الرب. إسرائيل ابني البكر”. (الخروج 4:22)

سليمان هو ابن الله:

” هو يبني بيتًا لإسمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد. أنا أكون له أبًا وهو يكون لي ابنًا. أن تعوج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم”. (صموئيل الثاني 7: 13-14)

” لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله”. (رومية 8: 14)

” أنتم أولاد للرب إلهكم. لا تخمشوا أجسامكم، ولا تجعلوا قرعة بين أعينكم لأجل ميت”. (التثنية 14: 1)

” بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله”. (لوقا 3: 38)

بعض أتباع المسيح الذين جاؤوا من أصول رومانيَّةٍ أو يونانيَّةٍ أساؤوا استخدام هذا المصطلح، حيث يرد في تراثهم بمعنى تجسيد الإله.

وهذا ما حصل تمامًا في تعظيم عزرا من قبل اليهود.

بل وخاطب اليهود عزرًا بلقب خاص بالله حصرًا وجعلوا منه (الله) نفسه، بل ويؤمن اليهود أيضًا بأن عزرا صعد الى السماء. (4)

فإذا كان اليهود السابقون يؤمنون بكل ماذكر عن عزرا في الأعلى، فما الذي يمنع يهود المدينه المنوره أن يقولوا أن عزير إبن الله؟

إضافة إلى أن هذا الإستنتاج هو ما توصل اليه الباحثون وعلماء الديانات، حيث اعترفوا بأن يهود المدينة المنورة يحتمل جدًا أنهم قالوا عن عزير أنه ابن الله كما ذكر القرآن.

من المصادر اليهوديه نفسها، يقول الدكتور Haim Zeev Hirschberg) ) وهو يهودي متوفى سنه 1976)، في “الموسوعه اليهوديه” في الصفحه 653 :

الصالحين ( ويقصد اليهود) الذين عاشوا في اليمن كانوا فعلاً يعتقدون أن عزير هو إبن الله.

المستشرق الأنجليزي ( George Sale ) يقول في كتابه ” ترجمه القرآن” في الصفحه 152 :

ويقول البروفيسور (Gordon Darnell Newby ) أستاذ الدراسات الإسلاميه واليهوديه ومقارنة الديلنات، في كتابه ” تاريخ اليهود في الجزيره العربيه” في الصفحه61:

مصطلح ( ابن الله) يمكن إطلاقه على المسيح، و لكنه فى الغالب كان يطلق عند اليهود على الرجال الصالحين، و طبقًا للتقليد اليهودي لا يوجد أكثر صلاحًا ممن اختارهم الله ليرفعهم إلى السماء أحياء (كمركبا وعزرا)، و من ثم فإنه من السهل أن نتصور أنه كان من يهود جزيره العرب من يشترك فى ممارسات فيها غلو مرتبطة بمركبا و عزرا بالقول انهما ابنا الله.

على سبيل المثال فيما يخص قصة المسيح:

فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». (لو 22: 70).

لم يقل المسيح نعم أنا ابن الله، ولكنه قال لهم أنتم الذين تقولون.

أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.(يوحنا8: 3840)

يقول هنا المسيح بكل وضوح أنه إنسان يبلغهم الحق من ربه وربهم.

يُقال إن عُزير كان رجلاً صالحًا من بني إسرائيل، ولا يوجد أي دليل من القرآن أو من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام يثبت أنه كان نبي، برغم أن القول المشهور في المسألة يقول أنه كان نبي من أنبياء بني إسرائيل كقول الإمام ابن كثير.

يقال إن بختنصر أخد غُزير وهو كان صبي صغير، ولما أتم ال٤٠سنة، أكرمه الله بالحكمة، وكان الشخص الرابع لحفاظ التوراة بعد أنبياء الله موسي و المسيح ويشع.

لما سقطت الإمبراطورية البابلية عُزير ترك بلاد بابل وعاد إلى فلسطين.

وفي يوم وعُزير راكب حماره بين القرى مر على القرية اللي فيها بيت المقدس والبيوت التي حولها والتي كانت تعج بالخراب.

بيوت خالية من السكان، خالية من أي علامة من علامات الحياة!

فقال عزير بتعجب:

أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ

ثم نزل من على حماره في أحد الأماكن المهجورة وربط الحمار إلى جانبه.

أخرج حينها طعامه ليبدأ بتناوله بينما الشمس ساطعة.

واستلقى نائمًا.

حين استيقاظه فوجئ بملاك من السماء يسأله:

كم لبثت؟

قال عزيز:

لبثتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ “

فقال له الملك:

بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ “

والمعجزة كانت أن طعامه كان لا زال طازجًا.

إلا الحمار كان قد تحلل ليعيد الله له الحياة أمام عزير كآية عظيمة.

والمفاجئة الأكبر أن الحياة قد دبت في المدينة نفسها التي كانت قد خربت.

قال تعالى:

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (سورة البقرة:259)

وكما ورد في أخبار بني إسرائيل.:

عاد عزير بعد ذلك إلى بيته ووجد خادمته التي كان عمرها قد تعدى ١٤٠ عامًا هناك وقد أصبحت كفيفة.

فلما عَرّفها بنفسه كذبته وقالت له:

عُزير اختفى ومات من ١٠٠سنة.

العزير كان مستجاب الدعاء، ولكي أصدقك ادعو الله أن يرد لي بصري.

فدعا لها.

فلما أبصرت عرفت أنه هو العُزير، فأشاعت على بني اسرائيل نبأ عودة العُزير.

الناس لم تصدقه وقالت له إن كنت أنت العزير فأعد لنا التوراة التي كان قد حرقها بختنصر.

وفعلًا العُزير قرأ عليهم التوراة كاملة!

فحينها قال اليهود إن عودة عزير من الموت كان بسبب أنه ابن الله.


مراجع:

كتاب عين على الحقيقة

فاتن صبري

(1)https://www.sefaria.org/Sanhedrin.21b.23-24?lang=en&with=all&lang2=en

https://otp.wp.st-andrews.ac.uk/abstracts-lectures/the-book-of-6-ezra-2-esdras-15-16/?fbclid=IwAR0n3nh-OsadIQqPptZKptEN37PT1iEytBGXKhjwh-e7sGgr8mwhn94QbjE

(2)https://ebible.org/pdf/eng-web/eng-web_2ES.pdf?fbclid=IwAR3dR2rroIIyr1r5aA6pEtQv0NPbW_Ls2updhmEm_-bafg__fwXpEEo0k0A

(3)http://www.earlyjewishwritings.com/text/2esdras.html

(4)http://www.jewishencyclopedia.com/articles/1885-ascension

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *