يؤمن المسلم أن الله تعالى خالق الكون قد أنقذ نبيه المسيح من القتل والصلب ورفعه وخلصه من أعدائه، وبما أنه لم يمت فإنه لم يبعث .

قال الله تعالى في سورة النساء:

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا 157بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا

وحسب الاعتقاد المسيحي اليوم فإن المسيح قُتل وصُلب ودُفن وعاد إلى الحياة بعد ثلاثة أيام، ويستشهدون بفقرة من العهد الجديد كما سنرى الآن.

تلقيب المسيح:

أطلقت السيدة مريم على ابنها اسم يسوع اتباعا لتعاليم المَلَاك. وصرَّح يسوع أنه المسيح بعد تعميده على يد يوحنا المعمداني .

” ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به في البطن (لوقا ٢١:٢ )”

كما أن المسيح ليس اسمًا، ولكنه لقب. وهو ترجمة لكلمة عبرية Messiah وتعني “ممسوح”. والترجمة اليونانية لكلمة “ممسوح” هي Christos والتي جاءت منها كلمة المسيح.

ويُعد القسيس والمَلِك “ممسوح” إذا تكرس لمنصبه. وقد منح الإنجيل هذا اللقب حتى للملك كورش الغير مؤمن.
” هكذا يقول الله لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لادوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق”. (أشعياء 45: 1)

الدليل على أنه المسيح:

” حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلّم نريد أن نرى منك آية”. (متى 12: 38)

” فأجاب وقال لهم: “جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة ايام وثلاث ليال”. (متى 12: 39-40)

أمر الله ليونان النبي:

” وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في ايديهم”. (يونان 3: 8)

لكن يونان تردد أن يذهب كمنذر لأهل نينوى، فذهب إلى جوبا بدلاً من نينوى وأخذ قاربًا هروبًا من أمر الله بناء على الرواية المذكورة . وبينما كان في القارب جاءت عاصفة قوية. ووفقًا للخرافات السائدة في ذلك الوقت، فإن هذه العاصفة إشارة إلى وجود شخص هارب من أمر ربه.ف
” وقال بعضهم لبعض:” هلم نلقي قرعًا لنعرف بسبب من هذه البلية. فألقوا قرعًا فوقعت القرعة على يونان”. (يونان 1:7)

” فقال لهم :”خذوني واطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم لأنني عالم أنه بسببي هذا النوء العظيم عليكم”. (يونان 1:12)

المسيح يختلف عن يونان:

• يونان قدم نفسه متطوعًا ليُلقى في البحر.
• بكى المسيح حينما أخذوه للصلب.

كان يونان حيًا عندما أُلقي في البحر. كما ظل حيًا عندما ابتلعته السمكة.

” فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت”. (يونان 2: 1)
وظل يونان حيًا لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليالي حتى ألقته السمكة على شاطئ البحر.

ًوتنبأ المسيح عن نفسه حسب العقيدة المسيحية قائلا:
” كما كان يونان، هكذا يكون ابن الإنسان”.

فإذا كان يونان قد بقى حيًا لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليالي، فإن المسيح أيضًا يجب أن يكون قد بقي حيًا في القبر وفقًا للنبوءة! ولكن النصرانية قائمة على مفهوم موت المسيح من أجل البشرية.

عاش يونان في بطن الحوت بناءً على النبوءة، ومات المسيح بناءً على الاعتقاد المسيحي، فأين التشابه بينهما!

قال المسيح في النبوءة سأكون “مثل يونان” وليس بخلاف يونان.

إذا كان هذا صحيحًا فوفقًا لاختباره، المسيح ليس المسيح الحقيقي لليهود.


ووفقًا لما ذُكر في العهد الجديد فإن اليهود أسرعوا في التخلص من المسيح. لذلك قاموا بمحاكمته في منتصف الليل، ثم أرسلوه في الصباح إلى بيلاتو؛ ومنه إلى هيرود ثم ارجعوه ثانية إلى بيلاتو، حيث كانوا في خوف من عامة الشعب، فقد كان المسيح بطلهم. ولذلك كما أسرعوا في تعليقه على الصليب، أسرعوا أيضًا في إنزاله قبل غروب شمس يوم الجمعة، لتفادي دخول يوم السبت المقدس لديهم، والذي يبدأ في حوالي الساعة 6 مساء يوم الجمعة. ووفقًا للعهد القديم فإن المصلوب “ملعون من الله” ولا يُسمح لهم أن يظل مُعلقا حتى يوم السبت.

” فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم. لان المعلّق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الله إلهك نصيبا”. (التثنية 21: 23)
ثم وضعت الجثة في القبر قبل حلول الليل.

ومن المفترض أن يكون المسيح في القبر ليلة الجمعة وحتى صباح يوم الأحد الذي من المفترض أن يكون قد خرج منه، فبالتالي فهو ليس كيونان الذي بقي حيًا في جوف السمكة، وهذا تمامًا بخلاف ما حدث للمسيح ادعاءً من موت وبعث، فهم يدعون أن المسيح ظل ميتًا لنفس المدة التي كان فيها يونان حيًا.

ونضيف إلى ذلك عامل الوقت الذي كان ثلاثة أيام وثلاثة ليالي. فوفقًا لما ذُكر ، فإنه “قبل شروق شمس” يوم الأحد (أول أيام الأسبوع) ذهبت مريم المجدلية إلى قبر المسيح ووجدته فارغًا. وبطرح 3أيام و3 ليالي من صباح يوم السبت نجد أن المسيح يجب أن يكون قد مات يوم الأربعاء وليس الجمعة لتتحقق النبوءة.

لذلك يمكننا ببساطة أن ندحض هذه النبوءة ونعتبرها إضافة ولا يصح نسبتها إلى المسيح.

الحقيقة:

تتلخص الحقيقة فيما يلي:


مراجع:

احمد ديدات. مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء

كتاب عين على الحقيقة

فاتن صبري

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *