لطالما خفق قلبي عند سماع كلمة التوحيد:
لا إله إلا الله الخالق للكون وما يحتويه.
وكنت أرددها كثيرًا وخصوصًا بعدما علمت أنها من أقوى مفرجات الكروب في الدنيا والآخرة.
أذكر أنني واجهت نقاشًا عنيفًا مع مسلم يدعي أن جميع ديانات الأرض صحيحة.
وكان دليله هذه الآية القرآنية من سورة البقرة:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ 62
قلت له:
يجب علينا أن نفهم أن الدين الحق الصحيح هو دين واحد لا غير.
فعلى سبيل المثال في زمن النبي إبراهيم عليه السلام، من كان يعبد الخالق وحده كان على دين الإسلام وهو الدين الحق، لكن من اتخذ قسيسًا أو قديسًا بينه وبين الخالق كان على الباطل.
فأتباع ابراهيم عليه السلام كان دائمًا عليهم عبادة الله وحده، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن إبراهيم رسول الله.
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.٦٧
كان نبي الله إبراهيم عليه السلام جد يهوذا الذي انتسب إليه اليهود،
ولهذا فلا يمكن لنبي الله إبراهيم أن يكون يهوديًا، لأنه جاء قبل يهوذا، ولا أن ينتسب إلى النصرانية اليوم لأنه ببساطة لم يعتنق عقيدة الثالوث، ولا حتى كان يومًا من الأيام من أتباع المسيح.
واليهود كان لديهم إيمان راسخ بإله واحد. فقد علَّم يهوذا قومه الدين الذي كان عليه جده نبي الله إبراهيم وسائر الأنبياء قبله، وهو التوحيد الخالص (الإيمان بإله واحد وتوحيده في العبادة).
إذًا فاليهودية لقب لصلة الدم والنسب، أما دين الأنبياء والمرسلين هو دين التوحيد، وهو الإيمان بإله واحد وعبادته وحده.
وهذا هو أدق تعريف للإسلام، فهو الدين الذي بدأ منذ النبي آدم وخُتم مع النبي محمد آخر الأنبياء.
وبعث الله موسى عليه السلام لتصديق رسالة إبراهيم، أتباع إبراهيم عليه السلام كان عليهم قبول النبي الجديد، وشهادة أن لا إله إلا الله وأن موسى وإبراهيم رسل الله. فمن كان يعبد العجل في ذلك الوقت مثلاً كان على الباطل.
وعندما جاء المسيح عيسى عليه السلام لتصديق رسالة موسى عليه السلام، كان على أتباع موسى تصديق المسيح واتِّباعه، وشهادة أن لا إله الا الله، وأن المسيح، وموسى وإبراهيم رسل الله. فمن اعتقد بالثالوث وعبد المسيح وأمه مريم الصديقة كان على الباطل.
وعندما جاء محمد عليه الصلاة والسلام لتصديق رسالة من قبله من الأنبياء، كان على أتباع المسيح وموسى قبول النبي الجديد، وشهادة أن لا إله الا الله، وأن محمد، والمسيح، وموسى وإبراهيم رسل الله. فمن يعبد محمد أو يتوسل إليه أو يطلب المعونة منه فهو على الباطل.
وهذا هو الدين الصحيح المقصود بهذه الآية.
فكل رسالة سماوية تؤكد ما جاءت به سابقتها، حيث تدرج الرسل عليهم الصلاة والسلام في إبلاغ مراد الله، وتوحدوا في أصل التوحيد، ثم تنوعوا في الشرائع حسب حاجة الإنسان.
والله لا يقبل أن يُعبد غيره على وجه الأرض.
قال: لماذا لا يقبل الله عبادة أحد غيره؟
قلت له:
في القانون البشري كما هو معروف، أن المساس بحق الملك أو صاحب الأمر لا يستوي مع غيرها من الجرائم الأخرى. فما بالك بحق مَلك الملوك.
إن حق الله تعالى على عباده أن يُعبد وحده، وحق العباد هو الحصول على علاقة مباشرة معه بدون وسيط، وبالتالي الحصول على الأمان في الدنيا والآخرة.
إنه يكفي لأن نتخيل أن نهدي أحدّا بهدية ويشكر هو شخصًا آخر ويتوجه له بالثناء. ولله المثل الأعلى فهذا حال العباد مع خالقهم، أعطاهم الله ما لا يُعد ولا يُحصى من النعم، وهم بدورهم يشكرون غيره. والخالق في كل الأحوال غني عنهم.
فمنهم من يَعبد الله باتخاذ وسيط، ويتَصور أن الله يأتي بصورة بشر أو حجر، فالله يُريد أن يحمينا من أنفُسنا عندما نَعبُد ما لا يَنفعُنا ولا يَضُرنا، بل ويَتسبّب في هلاكنا في الآخرة.
فعِبادة غير الله مع الله تُعد أعظم الكبائر، وعِقابها الخُلود في النار إن لم يتب قبل الموت.
وعبادة الله وحده هو الدين الصحيح الذي جاءت سورة آل عمران لتدربنا على الثبات عليه.
ذكرت في المقال السابق أن:
- كل سورة من سور القرآن لها محور خاص وهدف رئيسي تتكلم عنه.
- يذكر الله تعالى القصة التاريخية المناسبة للمغزى الذي اختاره الله للسورة.
- تأتي القصص المذكورة لخدمة هذا الهدف.
فعلى سبيل المثال لو تكلمنا بالتفصيل عن سورة آل عمران.
سنجد:
- عدد آياتها ٢٠٠ آية
- سورة مدنية، أي أنها نزلت في المدينة المنورة
- ترتيبها الثالث في المصحف بعد البقرة
هدف السورة:
الثبات.
فبعد أن بينت سورة البقرة للمسلمين المنهج الذي يجب أن يسيروا عليه، والذي أوضحته بالتفصيل في مقالي السابق، سنرى في هذا المقال كيف أن سورة آل عمران جاءت لتدريبهم على الثبات على هذا المنهج.
فجميغ المؤمنين يحتاجون الى الثبات على المنهج حتى لا يتخاذلوا أو يضلوا.
الجانب الأول:
تجهيز البيئة المحيطة عن طريق التدريب على الثبات الفكري في مواجهات المؤثرات الخارجية.
الجانب الثاني:
التدريب على الثبات الفكري الداخلي للمسلم.
يدور محتوى السورة حول حادثتين:
- حادثة وفد نصارى نجران التي تعتبر أول حوار للديانات في التاريخ، والتي توضح كيف للمسلم أن يثبت في مواجهة الأفكار الخارجية من خلال المناقشة مع وفد نصارى نجران ، وهي تعلمنا فكرة مناقشة أهل الكتاب عامة
- والحادثة الثانية هي غزوة أُحُد التي تدلنا على كيفية الثبات العملي، وعلى الرغم من أن غزوة أحد وقعت قبل حادثة وفد نجران، إلا أن ذكرها في السورة جاء بعد ذكر حادثة وفد نجران للتأكيد على أهمية تحقيق الثبات الخارجي قبل تحقيق الثبات الداخلي.
بداية السورة ونهايتها يدلان على أن الحق مع الموحدين وعليهم أن يتمسكوا به.
الحق الذي أقره الخالق بالإيمان به على أنه الإله الواحد الأحد الذي ليس له شريك في الملك وليس له ولد.وعلى البشر عبادته مباشرة بدون قديس ولا قسيس ولا حجر أو صنم ولا حتى يجعل من النبي المرسل إليه وسيطًا بينه وبين الخالق.
فعلى المؤمن أن يكون له علاقة مباشرة مع خالقه كما فعل الرسول وليس أن يجعل من الرسول وسيط بينه وبين الخالق.
قال الله تعالى في ضرورة التمسك في هذا الحق:
في بداية السورة.
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ 3
وقال تعالى في نهاية السورة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 200
الثبات على الحق:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ 102
وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ 146
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ 173 – 174
بداية الرحلة في آيات السورة:
التحذير من عقبات الثبات.
عقبات الثبات:
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ 14
إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ 155
وهي تدل على أن الذين تولوا في غزوة أحد من المسلمين استزلهم الشيطان نتيجة بعض ذنوبهم السابقة.
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 165
أي أن انتصار المسلمون في أول الأمر تحقق على الكفار، ثم نتيجة حب الشهوات عصوا الرسول، لذا فان ما أصابهم هو من عند أنفسهم ومن معاصيهم.
عوامل الثبات:
اللجوء الى الله تعالى:
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ 8
رَبَّنا أنك مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (192) رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيًا يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (193) رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ أنك لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (194)
دعاء زوجة عمران:
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 35
دعاء نبي الله زكريا:
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء 38
فمن أراد أن يثبت على الحق فعليه اللجوء إلى الله ليعينه على الثبات.
العبادة:
عبادة السيدة مريم:
فتقبّلها رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ 37
عبادة نبي الله زكريا:
فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ 39
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ 193
الدعوة إلى الله:
دعوة الناس إلى عبادة الله وحده تُعين على الثبات.
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ104
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110
وضوح الهدف:
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 191
روابط الأخوة:
من أهم أسباب الثبات.
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ103
و(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم 105
النصف الأول من سورة آل عمران يدعو للثبات فكريًا ويتمثل في حوار متحضر للرسول مع أهل الكتاب ليبين لهم الحق.
وقد أقام وفد نجران في مسجد الرسول الذي أُقيم فيه الحوار.
وعلينا ان نتخذ هذه التعاليم لمحاورة الذين اختلفوا معنا في المعتقد ونقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم.
كيفية الثبات فكريًا:
علينا أن نفهم أن الدين الحق الصحيح هو دين واحد لا غير.
وهو عبادة الله وحده كما ذكرنا في المقدمة.
والإسلام يُصدق أصول الديانات السماوية التي سبقته وامتدت إلى زمانه، والتي جاءت بها الرسل مناسبة لزمانهم.
ومع تغير الحاجة يأتي طور من الديانة جديد يتفق في أصله ويختلف في الشريعة تدرجًا مع الحاجات، مع تصديق اللاحق للسابق في أصل التوحيد.
وباتخاذ سبيل الحوار يكون المؤمن قد استوعب حقيقة وحدة المصدر لرسالة الخالق.
فحوار الديانات يجب أن ينطلق من هذا المفهوم الأساسي للتأكيد على مفهوم الدين الواحد الصحيح وعلى بطلان ما عدا ذلك.
تقوية عقيدة المسلمين قبل البدء بالحوار:
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ 18 –20
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ83
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ85
التركيز على نقاط مشتركة بين المسلمين وأهل الكتاب:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ64
قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ84
الحجج والبراهين:
من أسس الحوار أيضًا إقامة الأدلة العقلية والمنطقية.
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ 59
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 65
هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 66،
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ 79
تحذير أهل الكتاب:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 70 71
أهل الكتاب هم أتباع نبي الله موسى وأتباع نبي الله المسيح الذين آمنوا بالتوراة والإنجيل والتي هي كتب أنبيائهم.
لكن منهم من حرف هذه الكتب وانتهى بهم الأمر في يومنا هذا إلى تبني كُتب العهد القديم والعهد الجديد واتخاذهما بديل عن الكتب الأصلية التي حُرّفت وضاعت أصولها.
فكما أثنى الله تعالى على أهل الكتاب الموحدين الذين اعتقدوا بأنه الواحد الأحد واعتقدوا أن المسيح نبي الله المرسل وليس ابن الله، ورفضوا الثالوث تمامًا. أيضًا حذر من اعتقد بالثالوث من عذاب النار.
وقد أدان القرآن اليهود على عدم إيمانهم بالمسيح عيسى كنبيٌّ مُرسَلٌ من الله، كما أدان النصارى على اعتقادهم بالثالوث وبادعائهم بألوهية المسيح: وهذا يُعدُّ ذنباً، حيث لم يدعِ المسيح أنه الله أو ابن الله قط. وعندما أشار المسيح إلى نفسه في الإنجيل بأنه ابن الله، أوضح أنه ليس الابن المولود، ولكن نحن كلنا أبناء الله مجازاً، بمعنى عباد الله.
وهذا هو سر وجود آيات قرآنية كثيرة تمدح أهل الكتاب وأخرى تذمهم.
فهذا ليس تناقض، بل المدح للموحدين، والذم لمن استبدل التوحيد بالتثليث من أتباع المسيح، ولليهود الذين عصوا الله، وقد جاء التوبيخ لهم أيضًا بسبب رفضهم الإيمان بمحمد خاتم الرسل.
التحدّي الشديد:
فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ 61
إنصاف أهل الكتاب.
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 75
لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ 113
الثناء على الأنبياء الذين أُرسلوا الى اليهود والنصارى.
إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ 33
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ 42
كل هذه البراهين تعمل على تثبيت المؤمن فكريًا.
ونلاحظ أن القسم الأول من السورة اُختتم بآية تتكلم عن الثبات.
إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ 120
واختتمت آيات القسم الثاني بآية تتكلم عن الثبات أيضًا.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 200
النصف الثاني من السورة:
غزوة أحد.
فضل الله على المسلمين:
غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ 121 – 124
رفع المعنويات ولوم العاصين:
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ152
رفع المعنويات مجددًا:
ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 154
المعصية من أسباب الهزيمة:
هذه النقطة لها علاقة وثيقة بهذة الآية:
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ 14
وهذه الشهوات هي التي تدفع للمعصية وكذلك الربا يؤدي إلى الخلافات.
ولهذا وردت آية الربا في سورة آل عمران بعد ذكرها في سورة البقرة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 130
تسمية السورة بـ (آل عمران) إكرام لزوجة عمران واكرام لابنتها السيدة مريم ابنة عمران. فالسيدة مريم عليها السلام كانت رمزًا للثبات في العبادة والعفّة وزوجة عمران كانت رمزًا للثبات بنصرة الإسلام.
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 35
وفي ذلك الوقت كان المسجد الأقصى منزوعًا من المؤمنين الموحدين، فنذرت زوجة عمران ما في بطنها لخدمة المسجد الأقصى، ولما وضعتها أنثى، تقبلها الله تعالى منها.
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 36
من الجدير بالذكر أن في سورة آل عمران إشارة إلى تكريم المرأة ورفع من شأنها.
كما نجد في قصة زوجة عمران أم السيدة مريم العذراء التي بدعائها ولجوئها إلى خالقها نبهت نبي الله زكريا إلى هذا الخير العظيم وهو اللجوء إلى الله في الشدائد.
حيث دعا نبي الله زكريا ربه أن يهب له ذرية صالحة.
وهذا إشارة إلى أن النساء هن رمز الثبات.
نفهم من جميع ما سبق أن محور سورة آل عمران هو الثبات على دين الحق. وأن الدين الحق هو دين التوحيد الخالص.
يتحقق الثبات على دين الحق عن طريق:
- تجنب المعاصي
- اللجوء إلى الله
- وضوح الهدف
- تعزيز روابط الأخوة
- الدعوة إلى عبادة الله
التوحيد هو وسيلة الخلاص:
إنه لمن الخطأ أن نُعَرِّف الإسلام على أنه الإيمان بإله واحد ونقف إلى هنا، فالإسلام هو:
الإيمان بإله واحد أحد وهو الخالق الذي ليس كمثله شيء، وعبادته وحده بدون قسيس ولا قديس ولا أي وسيط.
فالإسلام ليس فقط توحيد الربوبية بل وتوحيد رب العالمين في العبادة (توحيد الألوهية بمعنى عبادته وحده بدون وسيط).
إن الإيمان بإله واحد (توحيد الربوبية) موجود في ديانات كثيرة وكانت موجودة في عقيدة كفار قريش أيضا؛ فعندما سُئلوا عن سبب عبادتهم للأصنام قالوا: لتقربنا إلى الله زُلفى فهم لا يُنكرون وجود الله.
وبإمعان النظر في مُعتقدات الشعوب نكتشف أن غالبية الأمم التي لديها موروث ديني ولديها رموز دينية مختلفة لا تزال تُؤمن بوجود خالق للكون وتلجأ اليه عند الشدائد. مما يُؤكد ان هذه الديانات والمعتقدات لها أصول تاريخية نابعة من ديانة أصلية واحدة صحيحة. وأن ما لدى الشعوب الحالية من تراث ديني يحتوي بداخله على عقيدة التوحيد والإيمان بإله واحد والتفرد بعبادته. وأن هناك دلائل وشواهد في هذه الديانات والكتب تشير إلى أن جذورها وأصولها ترجع إلى عقيدة الإسلام والتوحيد.
مرجع:
لماذا الدين؟ رحلة في الداكرة
فاتن صبري
تدبر القرآن- الكلم الطيب