تعد فلسفة العلوم فرعًا من فروع الفلسفة يهتم بأسس العلم وأساليبه وتداعياته. تتعلق الأسئلة الجوهرية لهذا الفرع بما يوصف على أنه علم، وموثوقية النظريات العلمية، بالإضافة إلى الغرض النهائي للعلم.

قالت لي سيدة مكسيكية ملحدة ذات يوم:

أنا أؤمن بالعلم. من خلال العلم لا يمكن إثبات وجود خالق للكون. لذلك فإن الخالق غير موجود.

قلت لها مما قرأته وأعجبني [1]:

علينا أن نفهم أنه وفقًا لفلسفة العلم، ولكي يكون الاستنتاج العلمي علميًا، لا يمكن له أن يشير إلى القوة الإلهية أو الحكمة الإلهية. هذا لا يعني أن الخالق غير موجود، ولكن هذه هي طبيعة الاستنتاجات العلمية. هم مقيدون بهذه الطريقة.

قلت أيضا:

علينا أن نفهم كذلك حدود العلم. أحد حدود العلم هو أنه في أي لحظة يقتصر العلماء على ما يمكن مشاهدته وملاحظته، وبناء على المعطيات التي لديهم. وهذا يشمل الملاحظات المباشرة وغير المباشرة. هذا بالضبط ما يقوله الفيلسوف إليوت سوبر.

يوضح الفيلسوف “إليوت سوبر” هذه النقطة في مقالته، حيث يقول:

“عادة ما يكون العلماء مقيدون بالملاحظات التي لديهم. القيد هو أن العلم مجبر على حصر اهتمامه بالمشكلات التي يمكن للملاحظات حلها.” [2]

يقوم الإيمان بالخالق على حقيقة أن الأشياء لا تظهر بدون سبب أو صدفة، ناهيك عن هذا الكون المادي الشاسع المأهول ومخلوقاته التي تمتلك وعيًا غير ملموس وتطيع قوانين الرياضيات غير المادية. بالإضافة إلى ذلك، نحتاج إلى مصدر مستقل، غير مادي، أبدي لشرح الكون المادي المحدود.

قلت أيضًا:

على سبيل المثال – نفترض أن شخصًا ما يدخل إلى غرفة ويكتشف لوحة جميلة شديدة الإتقان، ثم يخرج هذا الشخص ليخبر الناس عن هذا الاكتشاف، فيُعجب الجميع بالرجل الذي اكتشف اللوحة وينسى أن يسأل السؤال الأكثر أهمية: “من رسمها؟” هذا ما يفعله البشر، حيث أنهم يعجبون جدًا بالاكتشافات العلمية لقوانين الطبيعة والفضاء وينسون فيها إبداع الذي أوجد هذه القوانين.

كل ما يمكن أن يفعله العلم هو اكتشاف القوانين الكونية التي أوجدها الخالق. العلم لم يبتدع هذه القوانين. لا يمكننا إنكار وجود مؤلف الكتاب لمجرد أننا وجدنا الكتاب. فهم ليسوا بدائل.

قلت كذلك:

الخالق ليس كمثله شيء، ويجب ألا نحاول مقارنة قصورنا به. إذا افترضنا وجود لعبة تعمل بالبطارية تستطيع التخيل، فستعتقد على الأرجح أنها صُنعت بواسطة بشر يعمل ببطارية.  لذلك يقع كثير من الناس في هذا الفخ حيث أنهم لا يستوعبون حقيقة وجود الخالق بذاته بدون موجد لأنهم يرون أن كل شيء من حولهم بحاجة إلى موجد. السببية قانون لنا نحن البشر الذين نعيش في المكان والزمان.

قالت الملحدة اللاتينية:

لقد أتينا من لا شيء.

قلت لها:

هل يمكن أن يأتي شيء من العدم؟

قلت أيضًا:

على سبيل المثال، السبب أو الغاية، عند كتابة قصة، هو سبب تسلسل الأحداث طوال الحبكة. تقوم القصة على سلسلة من الأحداث تجذب انتباه القارئ إليها، وتجعله يتتبّعها بلذة وشغف، ودور هذا الحدث هو الصراع الذي يدور بين الشخصيات أو بين الشخصية الرئيسة ونزعة من نزعات النفس أو فكرة أو قيمة أخلاقية اجتماعية، وهو السبب الرئيس والدافع الأساسي لقيام القصة وحدوثها، ويتكون من: “البداية” وفيها تبدأ القصة وغالبًا ما يكون استقرار ظاهر، ثم”الوسط” وفيه يشتد الصراع إلى أن يبلغ الذروة، وأخيرًا “النهاية” وتتجمع فيها عدة عوامل وقوى تتطور وتتشابك إلى أن تتضاءل.

فماذا عن قصة حياتنا، سببها، ومصيرنا بعد الموت؟

قالت:

بالنسبة لي فإن الخالق غير موجود، لذلك فهو غير موجود. يمكن للجميع أن يؤمنوا بما يريدون.

أخبرتها:

نعم، يمكنك أن تؤمني بما تريدين، لكن طريقة تفكيرك لا تلغي الواقع.

قالت:

لا، إنه ينفي الواقع تمامًا.

قلت لها:

لذا، بالنسبة لي، والديك غير موجودين. هل قناعاتي هذه تجعل والديك غير موجودين بالفعل؟

تعجبت المرأة من جوابي وصمتت.

أخبرتها:

أنت تخدعين نفسك. إنكي تحاولين إنكار وجود الخالق لأنك تريدين التهرب من المسؤولية. لا تريدين أن يحاسبك الخالق على أعمالك.

الخالق موجود شئنا أم أبينا.

  • هو خالق الكون وما يحويه.
  • هو خالق رام وكريشنا وبوذا. وهو خالق سيدنا محمد والمسيح وموسى عليهم السلام أجمعين.
  • الخالق لا يأتي إلى الأرض بأي شكل بشري أو حيواني. ليس له شريك أو ولد. لقد خلق المسيح بلا أب، كما خلق آدم بلا أب أو أم. إنه يخلق لكنه لا يلد.

  • على البشر أن يلجأوا إلى الخالق بالدعاء إليه والتواصل معه مباشرة، لا عن طريق أي كاهن أو قديس أو صنم أو عن طريق النبي محمد أو أي من آل بيته.
  • إنه من حق الخالق أن يُعبد وحده، ومن حق الإنسان أن تكون له صلة مباشرة به.


يعلّمنا الإسلام أن دين الله الحقيقي يجب أن يكون منسجم دائمًا مع الطبيعة البشرية. يجب أن يكون دين واحد، سهل ومفهوم ومباشر. ويجب أن يكون مناسب لكل زمان ومكان.

إن الاختلافات بين الديانات تتمثل في الوسيلة المتبعة في التواصل مع الخالق مباشرة أو من خلال اتخاذ وسطاء (قديسين، كهنة، أصنام أو أنبياء)، فلو أن جميع الديانات تركوا عبادة الوسطاء وتوجهوا مباشرة للخالق لتوحدت البشرية ولاستقامت قلوبهم واهتدت للحق. فكما أن الجميع يتفق في وحدانية التوجه نحو الخالق مباشرة دون شريك أو وسيط عند وقوع المصائب أو الشدائد، فكان لا بد من دعوة الجميع في السراء والضراء لعبادة رب العالمين. كما ورد في القرآن الكريم: 

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ” (القرآنَ 3: 64)


مراجع:

[1]HAS SCIENCE DISPROVED GOD? DECONSTRUCTING FALSE ASSUMPTIONS. By: Hamza Andreas Tzortzis

[2]Sober, E. (2010). Empiricism. In: Psillos, S and Curd, M, ed, The Routledge Companion to Philosophy of Science, pp. 137-138.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *