أذكر يومًا خلال نقاشي مع مشكك بالقرآن الكريم، أنه أراد بكل ما أُوتي من قوة، أن يُثبت أن القرآن كتاب قد أخرجه مجموعة من البشر لهذا الوجود،

حيث قال:

أنا لا أُرجح حتى فكرة أن الشيطان هو كاتب القرآن، لأن الشيطان ليس بالسذاجة لكي يُخطأ خطأً فادحًا كذكر آية “ثم كسونا العظام لحما”. فقد ثبت علميًا أن اللحم يتكون قبل العظام.

قلت له:

نعم الشيطان ليس ساذجًا، فقط لأنه استطاع أن يلعب بعقولكم.

فالقرآن لم يقل أصلاً أن الله خلق العظام قبل خلق اللحم.

قال الله في القرآن الكريم:

(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: 14].

ومنطقيًا، أنك عندما تكسو شيئًا، فإن الكسوة تكون موجودة، فعلى سبيل المثال: أنك عندما تكسو ابنتك ثوبًا فأنت بالتأكيد لا تقوم بصناعة الثوب أثناء كسوتها، وإنما يكون الثوب موجودًا قبل ذلك.

وعلى ذلك فإن معنى لفظة “فكسونا” هو أن اللحم موجود قبل أن يكسو الله العظام به، وإنما الحاصل هو تغطية العظام باللحم.

وهو ما يسمى علميًا بكسو العظام باللحم.

.wrapping of muscles around bones

وهذه العملية موجودة في إحدى مراحل تكون الجنين، حيث يجري تثبيت العضلات على العظام بواسطة الأوتار.

ومن البلاغة القرآنية أن معنى الستر يتحقق في نفس الوقت، فيزداد الجلد غلاظة وإعتامًا، بعد أن كان شفافًا، وبذلك تتحقق عملية تغطية العظام باللحم و عملية سترها بجعل الجلد معتمًا، متزامنتان في نفس الوقت، عبر عنهما القرآن بتعبير واحد هو “فكسونا العظام”.

فتختفي العظام خلف العضلات، وخلف الجلد المعتم ويتحقق المعنى المقصود بالكسوة.

وعلماء الأجنة يقولون أن معظم الأنسجة تخلق على التوازي وليس التوالي.

قال:

لقد ثبت أنه لا توجد مرحلة يتحول فيها الجنين إلى عظم بأكمله.

قلت له:

جاءت الآية الكريمة لتقول بما معناه أن العظام هي التى تجعل للجنين شكله المحدد، فأنت إن أمسكت الجنين، لاستطعت أن تغير شكله بيدك، فالقرآن لم يقل أن الجنين بأكمله يتحول لعظم.

قال محمد صلى الله عليه وسلم:

“” إذا مرَّ بالنطفةِ ثنتان وأربعون ليلةً، بعث اللهُ إليها ملَكًا. فصوَّرها وخلق سمعَها وبصرَها وجلدَها ولحمَها وعظامَها. ثم قال: يا ربِّ ! أذكرٌ أم أنثى؟ فيَقضي ربُّك ما شاء. ويكتبُ الملَك. ثم يقولُ : يا ربِّ ! أَجلُه. فيقول ربُّك ما شاء ويكتبُ الملَكُ. ثم يقولُ : يا ربِّ ! رِزقُه. فيقضي ربُّك ما شاء. ويكتبُ الملَكُ. ثم يخرجُ الملَكُ بالصحيفةِ في يدِه. فلا يزيدُ على ما أُمِرَ ولا يَنقصُ ” .
( صحيح مسلم)

يقول الدكتور عبد الدائم الكحيل – الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن:

النطفة تسير باتجاه البويضة لتلقيحها وإنتاج النطفة الأمشاج zygote وهذه العملية تأخذ عدة أيام.

بعد ذلك تتشكل العلقة التي تتعلق بجدار الرحم وتختار أفضل مكان للتعلق بحيث يؤمن لها الغذاء المناسب ويتم ذلك خلال 6-12 يوماً من بدء التلقيح!

ثم تتحول العلقة إلى ما يشبه قطعة اللحم الممضوغة وهذه المرحلة تدعى المضغة. وتحدث خلال الأسبوع 4 – 6 من عمر الجنين.

ونود أن نشير إلى أن هذه المراحل لا تتم فجأة بل بالتدريج وبالتداخل مع بعضها، بحيث نستطيع أن نميز الجنين كمضغة قبل نهاية الأسبوع السادس تقريباً.

وأرفق الدكتور هذه الصورة لبحث له بخصوص هذه النقطة.

ويكمل الدكتور:

في الأسبوع السابع يبدأ تخلّق العظام ولكن سوف يتم تغليف العظام بالعضلات مباشرة بعد تشكل العظام، ومن الصعب تمييز ذلك. ولذلك لم يقل الله تعالى (ثم كسونا العظام لحماً) بل قال: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا).

وحرف الفاء في كلمة فَكَسَوْنَا يدل على سرعة الأمر وتتابعه بشكل خاطف. وهذا ما يحدث بالفعل، حيث تتشكل العضلات في الأسبوع 7.5 تقريباً.

طبعاً يستمر تشكل العظام وتصلبها. ويستمر بناء العضلات وتغليفها للعظام عدة أسابيع.

بل هناك استمرار في النمو حتى ما بعد الولادة.

يقول العلماء حسب المرجع (2):

Did you know the oldest bones in your body are your collar bone and jaw? These bones begin to develop in the womb by 7 weeks after fertilization

هل تعلم أن أقدم العظام في جسمك هي عظم الترقوة والفك؟ هذه العظام تتشكل في الرحم في نهاية الأسبوع السابع بعد التلقيح.

وفي نفس الصفحة يقولون:

From 7 to 7½ weeks, tendons attach leg muscles to bones, and knee joints appear

من الأسبوع 7 حتى الأسبوع 7.5 تبدأ الأوتار بوصل العضلات إلى العظام كما تظهر مفاصل الركبتين.

وهذا يعني أن العظام تتشكل في نهاية الأسبوع السابع وأن العضلات تكسو العظام بعد نهاية الأسبوع السابع مباشرة. وهذا يناسبه حرف الفاء الذي يدل على سرعة التتابع في قوله تعالى: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا)، وهذا يدل على دقة ألفاظ القرآن الكريم.

ولكن القرآن يورد قصة ذلك الرجل الذي مر على قرية ويدعى العزير، وأراد الله أن يريه معجزة إحياء الموتى فأماته الله ثم بعثه. ثم أراه طريقة إكساء العظام باللحم.

قال تعالى: (وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) [البقرة: 259].

والملاحظ هنا أنه قال: (ثُمَّ نَكْسُوهَا) ولم يقل (فنكسوها) فاستخدم (ثم) بدلاً من حرف الفاء ليدلنا على أن العملية هنا استغرقت زمناً لكي يريه عملية خلق العظام وكسوتها باللحم.

ولو أن القرآن استخدم حرف الفاء في هذا الموضع فقال: وانظر إلى العظام كيف ننشزها فنكسوها لحماً، لما تمكن العزير من رؤية هذه العملية. لأنها تحدث في الجنين بشكل خاطف وتتم خلال زمن قصير جداً يصعب رصده.

وينهي الدكتور كلامه:

وهذا يدل على الدقة المتناهية لكتاب الله تبارك وتعالى.

ؤأريد أن أضيف هنا أن رسالة هذا الكتاب العظيم الأساسية الذي جاء بها خاتم أنبياء الله، هي رسالة جميع الأنبياء من قبله وهي:

الإيمان بإله واحد أحد، الذي ليس له شريك أو ولد. وهو الخالق الذي ليس كمثله شيء، وعبادته وحده، بدون قسيس ولا قديس ولا حجر ولا صنم أو أي وسيط.


مرجع:

موقع الدكتور عبد الدائم الكحيل

Www.kaheel7.com

http://www.ehd.org 

موقع هداية الملحدين.

Atheistguude.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *