كنت يومًا ألقى عرضًا مختصرًا عن مفهوم مصطلح التوحيد وعن دين الإسلام لمجموعة من اللاتينيين باللغة الإسبانية.
وكنت أقول:
أن المسلم يؤمن بإله أنبياء الله موسى والمسيح، ويعبد هذا الإله الذي هو خالق الكون وما يحتويه مباشرة بدون قديس ولا قسيس، ويؤمن بأن الخالق خلق المسيح بلا أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم، فهو تعالى يخلق ولا يلد.
فوجئت حينها بهجوم من سيدة لاتينية قائلة:
أنتن المسلمات مقمعات، ولقد حرمكن الإسلام من حقوقكن.
قلت لها:
مع أنني كنت أتكلم عن التوحيد، وبمقاطعتك لي قد أفسدتي هدوء الحوار، لكن سوف أقول لك وللجميع نقاطًا مهمة.
في أوج تقدم الحضارة الإسلامية، وفي قمة تمتع المرأة المسلمة بحقوق الملكات، كانت أوروبا لا زالت تناقش نقطة الجدال الشهيرة: هل المرأة إنسان أم حيوان أم شيطان.
ما لا يعرفه الكثير أن الإسلام أعطى المرأة حقوقًا لن تجدونها ولا حتى في دساتير الأمم المتحدة.
- أعطاها الإسلام الفرصة لأن تخفي مفاتنها عن الغرباء، لكي يتمكن الرجل من الحكم عليها بناءً على أفكارها، ثقافتها، قناعاتها، وليس على مفاتن جسمها.
- رحمها الإسلام من الخوض في مسابقة الجمال الجسدي التي تعاني منها المرأة في الغرب، والتي أدت إلى موتها وتشويها ومكابدة الآلام، بسبب عمليات التجميل. وجعلها الإسلام تخوض مسابقة الجمال الفكري.
- كرمها الإسلام من أن تكون كالسلعة معروضة شبه عارية في الإعلانات،
- أعطاها الإسلام الحق من الزواج برجل أعزب أو متزوج، بينما لا يحق للرجل الزواج إلا من عزباء وذلك لحفظ حقوق ونسب الأولاد.
- أعطاها الإسلام الحق بالإحتفاظ بهويتها واسم عائلتها بعد الزواج.
- رحمها الإسلام من لقب “أم عزباء “، مسؤولة عن أطفال تخلى عنهم والدهم، الذي كان على علاقة مع والدتهم بدون ضوابط ولا مسؤولية.
- حماها الإسلام وكرمها من أن تكون عشيقة مهانة بلا حقوق، و أعطاها الفرصة لتكون زوجة ثانية أو ثالثة بحقوق تساوي الأولى.
- رحمها الإسلام من العمل في النوادي الليلية والخمارات وبيوت الدعارة لكسب المال.
- أعطاها الحق لأن تشترط عدم زواج زوجها بإمرأة أخرى خلال زواجه بها.
- إذا تزوج زوجها زوجة أخرى في حال لم تشترط عدم زواجه بأخرى، ولم يعدل بينهما حاسبه الله حسابًا عسيرًا.
- الإسلام رحم المرأة، فأوجب لها مهرًا، وحرم أخذ شيئ منه إلا بطيب نفس منها.
- في حال كتب لها زوجها مهرًا ولم يعطها إياه فهو سارق.
- على زوجها توفير لها من يخدمها في المنزل إذا كانت له قدرة مالية.
- إذا طلقها لا يحق له أن يأخذ شيئًا مما أعطاها إياه.
- أعطاها الإسلام الحق في طلب التفريق بينها وبين زوجها إن لم تطق الحياة معه، ولكن بإعادة مهرها له ليتمكن من الزواج بأخرى. وهذا الحق حرمت منه المرأة الغربية.
- زوجها هو المسؤول عن طعامها ولباسها وشرابها واحتياجاتها، وهذا الحق حرمت منه المرأة الغربية التي يجب عليها العمل للنفقة على نفسها.
- أعطاها الحق في العمل ودخلها الخاص لها، وليست مجبرة على الإنفاق على بيتها، حتى وإن كان زوجها فقيرًا، مع العلم أن المرأة الغربية يجب أن تتقاسم مع زوجها دخلها الشهري حتى وإن كان غنيًا.
- المرأة حرة في مالها، إن تصدقت على زوجها فلها أجران، وإن منعته فلا يحق له السطو عليه.
- واذا افترقا لا يحرمها أولادها، وعليه نفقتهم.
- أعفاها الإسلام من الجهاد، وهو الدفاع والتصدي للمعتدي، بينما الرجل فالجهاد واجب عليه.
- أعفاها الإسلام من عبء حضور الجمعة والجماعات، بينما الرجل وجب عليه ذلك.
- المرأة تلبس الذهب، بينما الرجل قد حرم عليه.
- أعفاها الإسلام من عبء فريضة الحج إذا لم يكن معها محرم يحرسها ويخدمها حتى ترجع، بينما الرجل وجب عليه الحج إذا استطاع إليه سبيلا.
- الإسلام رحم المرأة فأوجب على من قذفها في عرضها الجلد ثمانين جلدة، ويشهر فيه في المجتمع، بالإضافة إلى أنه لا تقبل شهادته.
- أعطاها الحق في الشهادة وحدها في حالات عديدة متعلقة بالنسب والرضاعة، بينما لا تقبل شهادة رجل لوحده قط في أي حال من الأحوال.
- الإسلام رحم المرأة باشتراط إمرأة تشهد معها في توثيق عقود المعاملات، بسبب عدم اشتغالها بكثرة في الأمور المالية والمعاملات التجارية، فلا تتحمل المسؤولية لوحدها.
- الإسلام رحم المرأة فاسقط عنها الشهادة في الدم و الجنايات تقديرًا لضعفها، ورعاية لمشاعرها عند رؤية الحوادث.
- الإسلام رحم المرأة فجعل لها ميراث من زوجها وأخوانها واولادها ووالديها، رغم انها لاتتحمل شيئ من النفقة فتأخذ النصف لأن الرجل هو الذي ينفق عليها في أربع حالات فقط، وفي ثلاثين حالة ترث بالتساوي أو ضعف الرجل، أو ترث ولا يرث الرجل أصلاً.
- الإسلام رحم المرأة فحرم زواجها بلا ولي ولا شهود، حتى لا تتهم في عرضها ونسب أولادها.
- إذا هجرها زوجها أكثر من أربعة أشهر لها الحق بالتفريق.
- إذا كرهها زوجها، حثه الإسلام على التمسك بها، وقال القرآن له: فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرا.
- إذا هجرها بقصد الإضرار بها أجبره القاضي على معاملتها كزوجة أو تطليقها بكامل حقوقها
- إذا أخذ حقها في الميراث فقد تعدى حدود الله، ومن يتعدى حدود الله فهو ظالم نفسه.
- وإذا طلقها فعليه أن لا ينسى فضلها.
- أي إعتداء عليها من دون أسباب يعاقب عليه بمثل ما اعتدى عليها.
- قوامته عليها تكليف، وطاعتها له كالجهاد في سبيل الله.
- إن أمرها بالمعروف أطاعته، وإن أمرها بغيره فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- و للدفاع عنها كان الموت شهادة في سبيل الله حيث قال رسول ﷺ:(من قتل دون أهله فهو شهيد).
- و لأجلها خاض النبي حربًا ضد بني قينقاع.
- و لأجلها حرك المعتصم جيشه إلى عمورية.
- و لسمعتها وضع الله حد القذف ثمانين جلدة.
نفهم مما سبق أن:
الإسلام رحم المرأة وحماها من مساواتها مع الرجل ووفر لها العدالة، فمساواتها بالرجل تفقدها كثيرًا من امتيازاتها.
فلو حقق لها المساواة مع الرجل لكانت حرمت من جميع الحقوق المذكورة أعلاه.
المرأة تظن أنها خلقت لتفعل كل ما يفعله الرجل، لكن في الواقع هي خلقت لتقوم بما لا يستطيع فعله الرجل.
فيتحقق التكامل المطلوب في المجتمع.