
فريق المنتصر الذي قام بتمجيد خالق الكون كما تفعل جميع موجودات الكون، أو فريق المنهزم الذي قام بتمجيد غير الخالق، فعلى الإنسان أن يحسن اختيار فريقه
لا معبود إلا الخالق:
تعجب أبنائي من زيارتي لمونديال الدوحة بصحبة والدهم، لعلمهم بعدم وجود ميول كروية لدينا. وقد تزامنت زيارتنا للمونديال مع توزيع كتابي الجديد المونديال الكبير- مقامك حيث تقيم نفسك في أراضي الدوحة.
قلت لأبنائي:
موضوع كتابي الجديد هو المقارنة بين مهمة لاعب كرة القدم في المونديال ومهمة الإنسان على كوكب الأرض. وقد أحببت أن يكون لي تقييم بمشاهدة عملية وواقعية.
يقول الدكتور محمد عبد الله دراز في كتاب الدين:
“إن الغريزة الدينية مشتركة بين كل الأجناس البشرية حتى أشدها همجيّة وأقربها إلى الحياة الحيوانية، وإن الاهتمام بالمعنى الإلهي (اتخاذ معبود)، والاهتمام بما فوق الطبيعة، هو إحدى النزعات العالمية للإنسانية”.
وكلمات الدكتور الدراز بدت جلية في ملامح وجوه زوار المونديال وتصرفاتهم وهم يتسارعون إلى الوصول للملاعب لتشجيع وتمجيد لاعبي فرقهم.
الهتاف يتعالى في كل مكان وكأنه مشهد من مشاهد الحج.
وكأن الجميع عوضا عن الهتاف: لبيك اللهم لبيك، كانت تهتف بإسم الفريق ولاعبي الفريق.
الخوف والذعر على ملامح الجميع من خسارة لعبة كرة قدم، بينما نسي الجميع أو تناسى أن الخسارة الحقيقية كما هو القول الدارج أن تكون جنة عرضها السماوات والأرض ولا يكون للإنسان مكان فيها.
ذلك أن الخسارة مذاقها مر، وبعض الناس إذا لحقت بهم خسارة دنيوبة ينالهم من الحزن ما يكاد يقضي على حياتهم، وقد يودي بحياتهم بالفعل.
لكنّ الخسارة الحقيقية ليست خسارة الدنيا، وليست خسارة المال والمنصِب أو الوظيفة أو التجارة أو اللعبة، الخسارة الحقيقية هي خسارة الحياة الأبدية، ونعيم الدنيا ليس مقياسًا للربح والخسارة؛ فكم من رابحٍ في الدنيا وهو خاسرٌ يوم القيامة؟!
قال الله تعالى في سورة الزمر:
فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾
سمعت مقابلة لسيدة أرجنتينية تقول فيها إن مونديال كرة القدم هو حياتها. تقوم على مدار أربع سنوات بتجميع كامل راتبها الشهري استعدادا لموسم المونديال القادم.
وهذا ما يسمى العبادة ونزعة التدين.
ويطلق عشاق نجم كرة القدم على اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي لقب “ديوس” التي تعني “الرب” باللغة الإسبانية، لكن بابا الفاتيكان كان له رأي آخر.
ففي مقابلة مع قناة لاسيكستا التلفزيونية الإسبانية، أشاد البابا فرنسيس باللاعب القادم من بلده الأرجنتين لكنه قال إنه لا يجوز وصفه بالرب.
وقد عزمت حكومة دولة الأرجنتين إصدار طابع بريدي بصورة ميسي، ولو كانت المرحلة القادمة تستهدف عمل تمثال له فستكون النتيجة دين جديد يدعو إلى عبادة ليونيل ميسي. كما حدث في الحضارات القديمة عندما مجدت بعض الشعوب الأشخاص حتى وصلت لعبادة تماثيل هؤلاء الأشخاص من دون الخالق، كما حدث مع قوم نبي الله نوح عليه السلام.
الكنيسة المارادونية على سبيل المثال، والتي تعرف أيضا بإسم كنيسة مارادونا، هي كنيسة ذو طابع ديني تهكمي، تم تكريسها في مدينة روساريو بالأرجنتين على اسم لاعب كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا، والتي تعتبره من صور الرب على الأرض أو الرب نفسه.
وقد أسسها محبو مارادونا في 30أكتوبر عام 1998 وهو يوافق ذكرى ميلاد اللاعب. ولذلك يحتفل الآلاف من منتسبي الكنيسة كل عام بـ«كريسماس مارادونا»، أو عيد ميلاد مارادونا في كنيسته في روساريو مثلما يحتفل المسيحيون بعيد ميلاد المسيح في كنيسة المهد في القدس.
لقد ثبت ثبوتا قاطعا أنه لا يمكن لأي شعب أن يعيش بدون تقديس رمز معين، وثبت أيضا أن الإسلام لا يشبه أي دين آخر، لا من حيث الحياة الدنيوية ونظرتها إلى الجماعة والفرد، ولا من حيث الحياة الآخرة، وأنه لا يمكن لأي رقي أو حضارة من أن يملأ فراغ التدين الذي كان و لازال حاجة فطرية للجميع.
فالاسلام الذي يقول بأنه لا معبود يستحق العبادة إلا الخالق بصفاته المنزهة عن صفات البشر، الخالق الذي لم يلد ولم يولد ولا يتجسد في صورة إنسان أو حيوان، يحرر البشر من أي عبادة أخرى. لأن عقيدة التجسد هي أساس الوثنية، فمتى اعتقد البشر بتجسد الخالق في أي مخلوق، فبالتالي ممكن عبادة أي شئ.
ﻳﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ:
يقول العالم المسلم سعيد النورسي:
“ﺇﻥ ﺗﺮﺩﻳﺪ «ﻳﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ» ﻳﺠﺮّﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐَ ﻣﻤﺎ ﺳﻮﻯ الخالق ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻴُﺠﺮﻱ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔً ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﻘﻄﻌُﻪ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ. ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ هذا المعنى حسب رأي الدكتور طارق رمضان:
ﺇن ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﺎ ﺃﻭﺩﻉ الخالق ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻫﻴة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣﻊ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺑﺄﻭﺍﺻﺮَ ﻭﻭﺷﺎﺋﺞ ﺷﺘﻰ. ﻓﻔﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﻟﻠﻤﺤﺒﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻜﻦّ ﺣُﺒﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻋﺎﻣﺔ، ﻓﻴﺤﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﺑﻴﺘَﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ -ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟّﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥُ ﺣﺒَّﻪ ﻧﺤﻮﻫﺎ- ﻻ ﺗﺪﻭﻡ، ﺑﻞ ﻻ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻝ.
ﻟﺬﺍ ﻳﺬﻭﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎن ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻋﺬﺍب ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ. ﻓﺘﺼﺒﺢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻟﻬﺎ ﻣﺒﻌث ﻋﺬﺍب ﻣﻌﻨﻮﻱ ﻻ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻟﻪ. ﻓﺎﻵﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺠﺮﻋﻬﺎ ﻧﺎﺷﺌﺔٌ ﻣﻦ ﺗﻘﺼﻴﺮﻩ ﻫﻮ، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻮﺩَﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩُ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ إلا ﻟﻴﻮﺟﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﻣَﻦ ﻟﻪ ﺟﻤﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻄﻠﻖ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎن ﻟﻢ ﻳُﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻓﻮﺟّﻬﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻓﺎﻧﻴﺔ ﺯﺍﺋﻠﺔ، ﻓﻴﺬﻭﻕ ﻭﺑﺎﻝ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺂﻻﻡ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ.
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺩﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ: «ﻳﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ» ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ: ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ، ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻠﻴﺎً، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻫﻲ ﻋﻨﻪ. ﺛﻢ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻭﻫﻮ الخالق ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻩ.

أما الإيمان بأن اللاشئ جاء بكل شئ في نظر الإلحاد عقلانية!!
معرفة الخالق:
قال جيفري لانغ، أستاذ الرياضيات الأمريكي الذي ترك الإلحاد واعتنق الاسلام في كتاب الصراع من أجل الإيمان:
«أدركت سريعًا جدًا أنه لا أحد يعرف الوحدة كالملحد. فعندما يشعر الشخص العادي بالعزلة، يمكنه الدعاء بأعماق روحه لأحد يعرفه ويحسن الداعي جوابًا. الملحد لا يستطيع أن يسمح لنفسه ممارسة هذه المتعة، لأن عليه أن يسحق تلك الرغبة الملحة ويذكر نفسه بأنها عبث».
يقول المهندس لؤي صبري:
إن الإيمان والإعتقاد بالخالق يجب ألا يرتكز فقط على معرفة صفاته، بل يجب أن يمتد إلى تعظيم الصفات والذات الالهية.
فيقاس إيمان الشخص بمدى التصور الذي يضعه هذا الشخص في قلبه عن الخالق. والذي ينتج عنه مشاعر وانفعالات وردود أفعال وأعمال بدرجات تتفاوت حسب مدى تعظيم الخالق في النفس
فالإنسان كلما ازداد خشية وخوف من رب العالمين كلما حرص على أن تكون أعماله أقرب ما تكون إلى مرضاته وأبعد ما تكون عن حرماته.
يجب ألا يخرج التصور عن الذات الالهية عن دائرة تنزيه الخالق عما لا يليق بجلاله. وأيضا يجب ألا يخرج عن دائرة حسن الظن بقضائه وقدره.
فالاعتقاد لدى بعض أتباع الديانات الوضعية المنتشرة حاليا عن حلول الخالق في جسد المسيح أو عن صلب المسيح وموته من أجل غفران خطايا البشر، وما يشبهه في العقيدة الهندوسية، وتبرير ذلك بأنه تسامح وتفضل من رب العالمين على خلقه، وتنازل منه عن بعض حقوقه أو صفاته رحمة ومحبة بخلقه، فهذا تبرير مهين يرضاه اتباع هذه الديانات لخالقهم في حين أنهم لا يرضونه لأنفسهم أو حتى لأحد أقاربهم.
فالأصل في الاعتقاد السليم عن الخالق يجب أن ينبني على التعظيم والتنزيه، وعدم إلصاق تصورات عن الخالق يكره الإنسان أن ينسبها لنفسه.

بالبصر ام بالبصيرة؟
ما هو دين الخالق؟
دين الخالق هو نظام حياة ينظم علاقة الإنسان بخالقه ثم علاقته بمن حوله.
الدين هو مصدر الأخلاق، ومقياسها، والدافع إليها.
عندما يضع البشر قيما انسانية (دين وضعي) فهي ليست قيما قابلة للصواب والخطأ والتعديل فقط، وإنما لا توفر أيضا الدافع الذي يجعل البشر يلتزمون بها.
إنها مجرد شعارات تجعل من الرفاهية والمتعة والراحة البشرية القيمة نفسها. هذه الشعارات لا تعطي للانسان قيمة أو غاية تتخطى متعته في هذه الأرض.
وقد ينخدع بهذه الشعارات (دين وضعي) بعض الناس لبعض الوقت. لكن عند تطبيق هذه الشعارات سيضع الانسان راحته ورفاهيته ومتعته فوق أي شعار.
بعكس دين الخالق الذي يعطي للإنسان قيمة وغاية في هذه الحياة لا تتوقف عند حدود متعته وشهوته ولذته.
دين الخالق يعطي للإنسان قيمة وغاية تتخطى ذاته.
بأن يكون هدف الإنسان الأسمى هو رضا الخالق وحبه وتقواه وخشيته وجنة بعد الموت تحيا فيها مع الأبطال الحقيقيين من الأنبياء والصحابة الذين أفنوا أعمارهم وضحوا بأرواحهم من أجل قيم أعلى من مجرد رفاهية ومتع زائلة.
وقد نجد من المسلمين من خدعوا بشعار اعتنق الإنسانية ثم اعتنق ما شئت من الأديان.
وأذكر خلال جولاتي حول العالم أن رأيت بعض الجمعيات الإنسانية التي تعنى بالقضاء على عمالة الأطفال هي نفسها من تستخدم الأطفال في أعمال التنظيف داخل الجمعية.
يقول الكاتب مصطفى محمود:
الدين هو ذلك الإحساس العميق في لحظات الوحدة والهجر بأننا لسنا وحدنا، وإنما في معية غيبية، وفي أنس خفي، وأن هناك يدا خفية سوف تنتشلنا، وذاتًا عليا سوف تلهمنا، وركنًا شديدًا وعظيما سوف يحمينا يتداركنا.
وقد لفتت نظري تساؤلات أعجبتني لشاب يقول فيها:
هل تستطيع أن تضع قانوناً لا يخالفه احد؟
إنه الحلم المستحيل لكل الحكام والمشرعين على مدار التاريخ. هل تعلم لماذا لم يحقق أحد هذا الحلم ؟
فإنه بالرغم من كل القواعد والقوانين والقيود التي يضعها الحكام لتحكم مجتمعاتهم تظل العشوائية جزءا لا يتجزء من حياة المجتمعات البشرية.
ويظل كل قانون يستمد قوته التطبيقية من قوة واضعه ومطبقه.
ويظل لكل قاعدة شواذ، ولكل قانون مخالفين.
لكن ماذا عن قوانين الكون؟
الكون الذي يدعي البعض انه كون عشوائي صدفي بدون خالق مهيمن.
هل القوانين والقواعد الرياضية والمنطقية (التي لم يضعها أحد حسب زعمهم) يمكن مخالفتها؟
هل يمكن كسرها وهل لها استثناءات؟
هل يمكن أن يصبح يوما ما الجزء أكبر من الكل ؟
أو أن نجد يوما ما أن 1 + 1 = 3 ؟
يقول عالم الرياضيات والفيزياء يوجين ويغنر:
” الفاعلية غير المعقولة للرياضيات في العلوم الطبيعية شئ يتاخم عالم الغموض، ولا يوجد تفسير عقلي لذلك معجزة ملاءمة لغة الرياضيات لصيغة قوانين الفيزياء هدية عظيمة لا نفهمها ولا نستحقها”.
ويقول ريتشارد توماس:
” لا يمكن أن تكون هذه الأشياء – عالم الرياضيات – مصادفة، لابد أنها من سبب أعلى، وهذا السبب هو افتراض أن هذه النظرية الرياضية الكبيرة تصف الطبيعة “.
يزعم الدين الإنساني الجديد أن القيم الإنسانية الوضعية كلها خير.
ولكنه في الواقع أن من أباد الشعوب وأشعل الحرائق وألقى القنابل ولوث الطبيعة والماء والهواء هو الإنسان المعتنق لدين الإنسانية الجديد.
شريعة الخالق:
يقول الأديب الروسي ليو تولستوي، في كتاب حكم النبي محمد، وهي دراسة للدكتور محمد النيجيري:
“سوف تسود شريعة القرآن العالم لتوافقها مع العقل وانسجامها مع الحكمة. لقد فهمت وأدركت أن ما تحتاج إليه البشرية هو شريعة سماوية تُحِقُّ الحقَّ وتُزْهِقُ البَاطِلَ. ستعم الشريعة الإسلامية كل البسيطة لائتلافها مع العقل، وامتزاجها بالحكمة والعدل”.
من تعاليم دين الإسلام:
- عبادة خالق الكون واللجوء إليه مباشرة.
- هو الخالق الواحد الأحد الذي لا يأتي إلى الأرض في صورة إنسان ولا حيوان، والذي خلق آدم من غير أب ولا أم، وخلق المسيح من غير أب، فهو الذي يخلق ولا يلد.
- على البشر ترك عبادة الأصنام وترك عقيدة الثالوث، وترك اللجوء إلى الوسطاء من قساوسة وقديسين وأولياء، وعدم اللجوء إلى القبور وعدم اللجوء إلى نبي الله محمد أو لأي فرد من آل بيته، أو اللجوء لأي من أنبياء الله بالطلب والاستغاثة.
- ويجب على البشر الإيمان بجميع أنبياء الله من آدم إلى محمد بما فيهم المسيح وموسى عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
- يجب على البشر الإيمان بيوم الحساب حيث يحاسب البشر على أعمالهم.
ﻟَﺎ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠﻪ:
يقول سعيد النورسي:
“ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﺘﻘﻄﺮ ﺑﺸﺮﻯ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺃﻣـلا ﺑﻬﻴﺠﺎً ﻛﺎلآﺗﻲ:
ﺇﻥَّ ﺭﻭﺡ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﻬﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪَﻓﺔ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺃﻋﺪﺍء لا ﻳُﻌﺪّﻭﻥ. ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﻨﺒﻌﺎً ﺛﺮيا ﻣﻦ ﺍلاﺳﺘﻤﺪﺍﺩ، ﺑﻤﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻮﺍﺏَ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﺮِﺩُ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳُﻄﻤﺌِﻦ ﺟﻤﻴﻊَ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻭﺗﻀﻤﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ. ﻭﺗﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ مرتكزا ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻭﻣﺴﺘﻨَﺪﺍً ﺭﺿﻴّﺎً ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊَ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ، ﻭﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊَ ﺍلأﺿﺮﺍﺭ. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﺗُﺮﻱ ﺍلإﻧﺴﺎﻥَ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻣﻮلاﻩ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺗﺮﺷﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻟﻜﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ، ﻭﺗُﺪﻟّﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻭﻣﻌﺒﻮﺩﻩ. ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺴﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟخالق ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍلأﺣﺪ، ﺗﻨﻘﺬ -ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ- ﻗﻠﺐَ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻇـلاﻡ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻭﺍلأﻭﻫﺎﻡ، ﻭﺗُﻨﺠﻲ ﺭﻭﺣَﻪ ﻣﻦ ﺁلاﻡ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻜﻤﺪ، ﺑﻞ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻪ ﻓﺮﺣﺎً ﺃﺑﺪﻳﺎً، ﻭﺳﺮﻭﺭﺍً ﺩﺍﺋﻤﺎً.”
مراجع:
المهندس لؤي صبري
مقال الحاجة إلى الدين ومعرفة الخالق