قال الخالق جل وعلا:

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (البلد:4)

أي أن الله قد خلق الإنسان فى مكابَدَه مستمرة وصراع وعناء. وأنه سيبلغ بهذه المكابَدَه إلى مرتبة أعلى من مرتبة الملائكة، نتيجة طبيعته المتضاربة بين الطين والروح. وأنه سوف يعاني صراعًا بين رغبات جسده المادية وبين رغبات روحه وضميره السامية.

يقول الدكتور مصطفى محمود:

تتلخص الحياة في كلمتين:

نقاوم ما نحب، ونتحمل ما نكره.

وهذا باتباع أوامر الخالق، وتجنب نواهيه.

من المستحيل أن يعاني المرء بدلاً من شخص آخر. بل خُلق الإنسان ليولد وحيدًا، ويموت وحيدًا، ويشيخ بمفرده، ويمرض وحده، ويعاني وحده، ويلتقي بخالقه وحده.

يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري:

إن جوهر الإيمان هو: مدى الاستعداد للمحاسبة من قيمة خارجية عليا.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (لقمان:33)

كل إنسان سوف يلقى الله وحده.

يقول الدكتور مصطفى محمود:

الموت: أمر استدعاء لمقابلة ملك الملوك!

كل إنسان على وجه الأرض يجب أن يكون مستعدًا بأجوبة على ثلاثة أسئلة.

من ربك؟

الإجابة يجب أن تكون:

الخالق الواحد الأحد الذي ليس له شريك في ملكه ولا ولد. وهو ليس ثالوثًا، و لا يأتي إلى الأرض في صورة إنسان أو حيوان أو حجر أو صنم.

ما هو دينك؟

الإجابة يجب أن تكون:

دين التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله، وعبادته مباشرة وليس من خلال قسيس ولا قديس ولا صنم أو حجر، ولا اللجوء إلى النبي محمد ولا آل بيته بالطلب.

من هو نبيك؟

شهادة أن محمد خاتم رسل الله. وبهذه الشهادة يكون قد أقر بالإيمان بجميع أنبياء الخالق من آدم إلى محمد بما فيهم المسيح وموسى عليهم الصلاة والسلام أجمعين. آدم الذي خلقه الخالق بلا أب أو أم، والمسيح الذي خلقه الخالق بلا أب، فهو يخلق ولا يلد سبحانه وتعالى.

المرحلة الثانية:

كل إنسان سوف يُبعث يوم القيامة ليُحاسب من قبل الخالق.

قال رسول الله ﷺ: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟

خصائص هذا اللقاء هي:

لقاء حاسم وصارم:

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَو أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) (القصص)

لقاء خاص وعلى انفراد:

وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (مريم:95)

لا ملفات سرية:

﴿ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا﴾…

الحضور تحت حراسة مشددة:

﴿ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾…

استحالة الظلم:

الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (غافر:17)

لا محام دفاع:

اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (الإسراء:14)

الواسطة مستحيلة:

يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (الشعراء:88)

لا تشابه أسماء:

وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (مريم:64)

استلام النطق بالحكم باليد:

﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾
[ الحاقة: 19]

 وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ(27) مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35)وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ } . [الحاقة]

لا حكم غيابي:

وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (يس:32)

وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (الكهف:47)

لا نقضٌ أو استئناف:

مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (ق:29)

لا شهود زور:

يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (النور:24)

لا ملفات منسية:

وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (الكهف:49)

يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المجادلة:6)

ميزان أعمال دقيق:

وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ (الأنبياء:47)


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *