” مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَأنه ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ”. (القرآن 19: 35)

هل المسيح ابن الله؟

” قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم أنى اصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم”. (يوحنا 20:17)
مريم العذراء ليست الوحيدة التي أُخبرت بأن الروح القدس سوف يأتي لها: وفقًا للإنجيل امتلأت والدة يوحنا بالروح القدس.
” فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك ابنًا وتسميه يوحنا. ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته. لأنه يكون عظيمًا أمام الرب وخمرًا ومسكرًا لا يشرب. ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس”. (لوقا 1: 13-15)
ونقرأ:
” لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض”. (أعمال الرسل1 :8)
كما نقرأ أيضًا:
” فبينما بطرس يتكلم بهذه الامور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة”. (أعمال الرسل 10: 44)

هل أُطلق مصطلح ’ ابن الله‘ على المسيح فقط؟

لم يستخدم مصطلح ’ ابن الله‘حرفيًا قط، فنجد في الإنجيل، أن الله يُشير إلى كثير من عباده المختارين بمصطلح’ ابن‘. ويعتقد اليهود أن الله واحد، وليس له زوجة ولا ابن بالمعنى الحرفي، لذلك فالمصطلح ’ ابن الله‘يعني عبد الله. لكن بعض أتباع المسيح الذين جاءوا من أصول يونانية أو رومانية أساءوا استخدام هذا المصطلح، لإشارة مصطلح ’ ابن الله‘في تراثهم إلى تجسيد الإله.

ونجد أيضًا في العهد القديم :

يعقوب هو ابن الله والإبن الأول:

” فتقول لفرعون هكذا يقول الرب. اسرائيل ابني البكر”. (الخروج 4:22)

سليمان هو ابن الله:

” هو يبني بيتًا لاسمي وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد. أنا أكون له أبًا وهو يكون لي ابنًا. أن تعوج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم”. (صموئيل الثاني 7: 13-14)

” لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله”. (رومية 8: 14)
” أنتم أولاد للرب إلهكم. لا تخمشوا أجسامكم ولا تجعلوا قرعة بين أعينكم لأجل ميت”. (التثنية 14: 1)

” بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله”. (لوقا 3: 38)

وهكذا يفهم المؤمن أنه إذا خلق الله آدم من تراب بدون والدين فيمكنه بسهولة خلق المسيح بدون والد.

” إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”. (القرآن 3: 59)

ويعتقد المسلمون أيضًا أن المسيح هو ’ كلمة الله‘، ولكن هذا الوصف لا يعنى أن المسيح هو ابن الله بالمعنى الحرفي، ولكنه بالمعنى الرمزي الذي يعني أنه يتكلم بكلام الله.

“قف في باب بيت الرب وناد هناك بهذه الكلمة وقل، اسمعوا كلمة الرب يا جميع يهوذا الداخلين في هذه الأبواب لتسجدوا للرب”. (أرمياء 7: 2)

ونقرأ:

” فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون. لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم”. (متى 10: 19-20)

هل أُطلق على المسيح لقب “عمانوئيل”؟

” ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل. زبدًا وعسلاً يأكل متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير”. (أشعياء 7: 14)

ذكرت النبوءة أن اسمه سيكون ’ عمانوئيل ‘، ولم تذكر أنه نفسه سيكون عمانوئيل.

ولم تدعو مريم ابنها ’ عمانوئيل‘قط. ووفقًا للعهد الجديد، بل أطلقت عليه اسم يسوع اتباعا لتعاليم ملك الله.
” ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر. ودعا اسمه يسوع”. (متى 1: 25)
لم يطلق أبدًا على المسيح اسم ’ عمانويل‘، وإذا افترضنا أن هذا الاسم كان للمسيح، فهذا أيضًا لا يجعله هو الله، فكثيرون في الإنجيل كانوا في معية الله. ولذلك فإن ترجمة عمانوئيل ’ الله معنا‘ لا يعني أن معية الله خاصة بالمسيح فقط. فالله مع أنبياءه وعباده الصالحين في كل زمان ومكان. وهنا يمكننا أن نرى أسماء أخرى مرتبطة بإسم الله (في اللغة العبرية لكتابة Elأو Yah) تنتمي إلى أشخاص أخرى.

فعلى سبيل المثال:

صموئيل يعني: اسم الله.

إليهو يعني: هو ربي نفسه.

أشعياء يعني: خلاص الله.

أدبئيل يعني: معجزة الله.

اوريئيل يعني: نور الله.

ايليا يعني: الله الملك القوي.

وقد أخبرالًملًك السيدة مريم أن ’ الله معك‘ قبل أن تحمل بالمسيح، وهذا يعني أنها كانت في معية الله قبل أن تحمل وتلد.
” فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك مباركة أنت في النساء”. (لوقا 1: 28)

وكان الله مع نبيه يوسف.

” ورؤساء الآباء حسدوا يوسف وباعوه إلى مصر وكان الله معه”. (أعمال الرسل 7: 9)

وكما نقرأ في السياق فإن ميلاد الطفل وتسميته عمانوئيل، كان إشارة للملك آحاز وشعبه، أن الله سيكون معهم وسينصرهم، عند محاولة مملكتين عدوتين غزوهم.

“ثم عاد الرب فكلم آحاز قائلاً إطلب لنفسك آية من الرب إلهك. عمق طلبك أو رفّعه إلى فوق. فقال آحاز لا أطلب ولا أجرب الرب. فقال اسمعوا يا بيت داود هل هو قليل عليكم أن تضجروا الناس حتى تضجروا إلهي أيضًا. ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل. زبدًا وعسلاً يأكل متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير. لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير تخلى الأرض التي أنت خاش من ملكيها”. (أشعياء 7: 10-16)

وتحقق وعد الله وانتصروا.

” فسمع له ملك آشور وصعد ملك آشور إلى دمشق وأخذها وسباها إلى قير وقتل رصين”. (الملوك الثاني 16: 9)

لم يذكر النص العبري الحقيقي (أشعياء 7: 14) أن عذراءً ستلد، بل امرأة شابة. فالكلمة العبرية (almah) استخدمت في (أشعياء 7: 14) بمعنى امرأة شابة وليس عذراء. أما الكلمة العبرية لعذراء فهي (b’tulah). وتعد النسخة المنقحة المعيارية للإنجيل أحد الأناجيل النصرانية القليلة التي استخدمت ترجمة ’ امرأة شابة‘بدلاً من ’ عذراء‘.

ويستخدم اليهود الأسماء الرمزية كثيرًا في الإنجيل. فالعديد من الأسماء لا يمكن أن تؤخذ بمعناها الحرفي.

“في تلك الايام يخلص يهوذا وتسكن أورشليم آمنة وهذا ما تتسمى به الرب برنا”. (أرمياء 33: 16)

” فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل. قائلاً لأني نظرت الرب وجهًا لوجه ونجّيت نفسي”. (تكوين 32: 30)

“فبنى موسى مذبحًا ودعا اسمه يهوه نسّي”. (الخروج 17: 15)

“فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه. حتى أنه يقال اليوم في جبل الرب يرى”. (تكوين 22: 14)

تأكيد المسيح على نبوته وعبوديته لله، وعلى أنه بشرًا رسولا:

” قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أين مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا”. (القرآن 19: 30-31)

” ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله إبراهيم”. (يوحنا 8: 40)

” هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرّت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق”. (متى 12: 18)

” فقال لهم يسوع ليس نبي بلا كرامة الإ في وطنه وبين أقربائه وفي بيته”. (مرقس 6: 4)

هل المسيح نور العالم ؟

أتباع المسيح نور العالم :

” أنتم ملح الأرض. ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح. لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يطرح خارجًا ويداس من الناس. أنتم نور العالم. لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات”. (متى 5: 13-16)

أتباع المسيح أبناء النور:

” جميعكم أبناء نور. وأبناء نهار. لسنا من ليل ولا ظلمة”. (الاول تسالونيكي 5: 5)

المسيح نور العالم:

” ثم كلمهم يسوع ايضًا قائلا أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة”. (يوحنا 8: 12)

لذلك عندما وصف المسيح نفسه بأنه نور العالم، لم يكن وصفًا حرفيًا ولكن رمزيًا، كما أن هذا الوصف يمكن أن ينطبق على غيره.
الله تعالي وحده هو النور الحقيقي للعالم. فالله هو مصدر النور الحقيقي لخلقه بما فيهم المسيح.

” وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة. إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق”. (يوحنا الأول 1: 5-6)

“الرب نوري وخلاصي ممن أخاف. الله حصن حياتي ممن ارتعب‎”. (ال مزامير27: 1)

هل المسيح والله واحد؟

” ولست أنا بعد في العالم وأما هؤلاء فهم في العالم وأنا آتي إليك. أيها الآب القدوس أحفظهم في اسمك الذين أعطىتني ليكونوا واحدًا كما نحن”. (يوحنا 17: 11)

المسيح يشرح معنى وحدته مع الله:

“أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يدأبي. أنا والآب واحد. فتناول اليهود أيضا حجارة ليرجموه. أجابهم يسوع أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي. بسبب أي عمل منها ترجمونني. أجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف. فأنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا. أجابهم يسوع أليس مكتوبًا في ناموسكم أنا قلت إنكم آلهة. إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله. ولا يمكن أن ينقض المكتوب. فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم أتقولون له أنك تجدف لأني قلت أني ابن الله. إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه. فطلبوا أيضًا أن يمسكوه فخرج من أيديهم”. (يوحنا 10: 29-39)

ويمكننا هنا فهم وحدته مع الله، على أن المسيح قد قام بمعجزات بإذن الله، وكثيرًا من الرسل قاموا كهذه المعجزات بإذن الله، وكان من بينهم نوح وموسى وغيرهم من الأنبياء المذكورين في الإنجيل مثل حزقيال وإليا وغيرهم كثير، وذلك لإظهار صدق النبي. وقد أشار المسيح أنه كما أُطلق على اليهود (آلهة) لأن كلمة الله جاءت لهم، فكذلك أُطلق عليه ’ ابن الله ‘لأن كلمة الله جاءت له.

المسيح وأتباعه واحد:

” ليكون الجميع واحدًا كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني. وأنا قد أعطتيهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحد كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت فيّ ليكونوا مكملين إلى واحد، وليعلم العالم إنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني”. (يوحنا 17: 21-23)
ومن الواضح جدًا أنه لم يكن وصفًا حرفيًا بل رمزيا.

” فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد”. (كورنثوس الأول 10: 17)
وهنا نقرأ:

” فأنه كما في جسد واحد لنا اعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد. هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضًا لبعض كل واحد للآخر”. (رومية 12: 4-5)

الزوجة وزوجها واحد:

” وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الإثنان جسدًا واحدًا”. (متى 19: 5)
وهذه إشارة لمدى قرب الرجل من المرأة بعد زواجهما. لذلك فإن وحدة الله والمسيح لا تعني أن المسيح هو الله، أو حتى ابن الله، وإنما هو رمز استخدم ليُظهر مدى قرب المسيح بالله كأحد أنبياءه ورسله.
ويمكننا ملاحظة المعنى أيضًا في كلام المسيح، حين وصف العلاقة بين الله والمؤمنين (الله والمسيح والأتباع هم واحد). فهذا استخدام رمزي ليُظهر مدى قرب الأتباع من الله والمسيح. وهذا الرمز يُشير إلى معية الله ومساعدته وحفظه. فالله واحد وأشار إلى نفسه رمزيًا (الآب) وأن المسيح معلم.

” إله وآب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم”. (أفسس 4: 6)

” وأما أنتم فلا تدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعًا إخوة. ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح”. (متى 23

: 8-10)

التوحيد أساس رسالة المسيح:

” لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح”. (الاول تيموثاوس 2: 5)

وواضح جدا هنا أن كلمة وسيط جاءت بمعنى رسول.

” وهذه هي الحياة االأبدية أن يعرفوك أنت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته”. (يوحنا 17: 3)

:المسيح يستنكر عبادته من دون الله

” وباطلاً يعبدونني”. (متى 15: 9)

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *